الغيب

الشيخ / محمد متولى الشعراوى

 

يحدثنا الشيخ / الشعراوى فى كتابه هذا عن الغيب وأن الإيمان به من صفات المتقين ، وكيف قام القرآن الكريم بتمزيق كل حجب الغيب من ماضى ومستقبل ومكان ، وما هى المغيبات الخمسة وأنها لا يعلمها إلا الله تعالى .. ( إِنَّ اللَّـهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )

والفائدة المنتظرة من قراءة هذا الكتاب : تعزيز إيماننا بالله الذى اختص نفسه بعلم الغيب .

والآن .. هيا بنا إلى تناول هذه العصارة اللذيذة !!

 

بطاقة الكتاب :

 

الغيب اسم الكتاب
الشيخ/ محمد متولى الشعراوى المؤلف
أخبار اليوم دار
127 عدد الصفحات
محمد عطيتو تلخيص

ما الفرق بين  الملك والملكوت ؟

هناك عالم مشهود ، هو عالم الملْك ، ذلك هو العالم الظاهر الذى نشترك فى مشاهدته جميعاً ، وهناك عالم الملكوت ، وهو ذلك العالم الخفى ، الذى لا يُريه الله سبحانه وتعالى إلا لمن ارتضى من رسول أو عبد صالح . قال تعالى : (وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ) .

ما رأى الشيخ الشعراوى فى كتب التاريخ ؟

عندما نعلم أن فى كتب التاريخ روايات متناقضة ، وأشياء نُسبت لغير أصحابها ، وأشياء أُضيفت وهى لم تحدث ، ولا يستطيع أحد أن يقول : أين الصدق ؟ وأين الكذب ؟ بل علينا أن نأخذها على علاتها .. منسوبة إلى الرواة أو المؤرخين ، وكثير من أحداث التاريخ يملؤها التزوير والتزييف .

فمثلاً فى التاريخ المعاصر .. إذا مات زعيم من الزعماء أو حاكم ، وجدت منْ يكتب تاريخه وينسب له الأمجاد ، ومنْ يكتب تاريخه ويصفه بأبشع الصفات .. من يقول عنه :  إنه كان رجلاً عادلاً .. ومن يقول عنه : إنه كان رجلاً فاسقاً ، وكل واحد من هؤلاء يدعم كتابه بالوثائق .

بل إذا نظرنا إلى أن الكتب السماوية نفسها لم تسلم من التزوير … ماذا نستنتج من كل ذلك ؟

نستنتج أن علم التاريخ لا يجب أن ينشغل به الناس إلا فى حدود استخلاص العبر ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ ) ولاحظ عبارة (مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ ) ففى هذه العبارة إشارة إلى أن التزوير فى التاريخ أعظم من الصدق .. ما عدا ذلك ( أى ما عدا استخلاص العبر ) يجب أن نسلك فيه كما قال المولى عز وجل (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) .. فما دمنا أخذنا العبرة التى تنفعنا فى حاضرنا ، فما الذى ينفعنا عند الانشغال بأشياء سوف لا نُسأل عنها … ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من علم لا ينفع .

هل الإعجاز اللغوى هو الإعجاز الوحيد فى القرآن الكريم ؟

قوم قاصرون هؤلاء الذين لا يذكرون إلا الإعجاز اللغوى للقرآن الكريم ، لأن القرآن معجزة للعرب ولغير العرب ، فإعجازه لا يتناول العرب فقط ، وإنما العالم أجمع (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ)

إن القرآن لم تقتصر معجزته على اللغة فقط حتى فى زمن الرسول على عهد العرب ، ولكن مزق حجاب الماضى وحجاب المستقبل ، وحجاب المكان ( وذلك لأنه أخبر بأمور ماضية وأمور ستحدث فى المستقبل وأمور تحدث فى أماكن أخرى ) ، وأخبر بما فى نفوس القوم ، وأخبر بمصيرهم وأنهم لا يؤمنون كما جاء فى قصة أبى لهب والوليد بن المغيرة .

كيف مزق القرآن الكريم حجاب غيب المكان ؟

دليل ذلك قوله تعالى (لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ) ففى هذه الآية إشارة إلى الثروات التى فى باطن الأرض . كذلك قوله تعالى (الم ﴿١﴾ غُلِبَتِ الرُّومُ ﴿٢﴾ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ) وقت نزول القرآن فُسرت أدنى على أنها قريبة من أرض العرب .. ثم جاءت الخرائط الجيولوجية .. التى صُورت أخيراً بالأقمار الصناعية لتثبت أن المنطقة التى جرت فيها المعركة الفاصلة قرب بيت المقدس .. هى أكثر الأماكن انخفاضاً على سطح الأرض ، وكلمة أدنى تعنى المكان المنخفض . وإخبار القرآن عن هذه المعركة الفاصلة بين الفرس والروم ، وأن النصر فيها للروم تمزيق لحجاب غيب المستقبل أيضاً .

كذلك قوله تعالى (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ)

وهكذا أنبأنا القرآن الكريم عن الأصل الواحد للسماوات والأرض ، وكيف تم الفصل بينهما . وعندما تم الصعود إلى سطح القمر ، وأُخذت عينات من صخوره ، خلُصت المعامل إلى أن مواد سطح القمر هى هى الموجودة على الأرض .

الغيب غيب عنك ، ولكنه موجود ..!!

ما يحدث فى الكون من أمور هى أشياء يبديها الله ولا يبتديها . وما نراه أمامنا مشهوداً كان فى عالم الغيب قبل ذلك ، قال تعالى (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ) لابد أن نلتفت هنا إلى قوله تعالى (أَن يَقُولَ لَهُ) ومعنى يقول له أنه موجود فى علم الله ، وعندما يريد الله سبحانه وتعالى أن يُخرجه إلى علم البشر ، أو إلى عالمنا المشهود .. يقول له كنْ .. أى : يقول لشىء موجود عنده جلّ جلاله : ” كنْ ” فيخرج من عالم الغيب إلى العالم المشهود .

ما هى مظاهر كروية الآرض ؟

الأرض كُروية ، وقد قال تعالى (وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا) وهى لا يمكن أن تكون ممدودة أى مبسوطة إلا إذا كانت كروية ، فأنت إذا أخذت الطائرة من أى بقعة من بقاع الأرض ، وطرْت بها فى خط مستقيم ، فإنك ستعود إلى المكان الذى بدأت منه ، ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا إذا كانت الأرض كروية ، ولأن الأرض كروية ، فإنك لا يمكن أن تصل فيها إلى حافة .

ما هى المُغيبات الخمسة التى لا يعلمها إلا الله ؟

هى التى ذكرها الله فى قوله تعالى (إِنَّ اللَّـهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ  )

الساعة ثقيلة ..

ما معنى (ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) ؟ .. معناها أن تكون الكتلة المحمولة أكبر من الطاقة التى تحملها ، ولكن كيف تكون الساعة ثقيلة فى السماوات بهذا المعنى ؟ الثقل يكون مادياً وفكرياً وعقلياً .

تماماً كما تعطى طالب السنة الأولى فى كلية الهندسة .. تمريناً مقرراً على طالب السنة النهائية .. إنه لا يستطيع حلّه .. ويقول : إن هذا التمرين ثقيل علىّ .. أى : لا يستطيع عقله أن يتحمله .. وكذلك يكون شيئاً ثقيلاً على النفس عندما تجلس مع إنسان تكرهه يضيق صدرك ، وتقول : إن هذه كانت زيارة ثقيلة .

لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لتقومن الساعة ، وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه ، ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقْحته ( ناقته ) فلا يطعمه ، ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه ( يكسوه بالجصّ حتى لا يتسرب منه الماء ) ، فلا يسقى منه ، ولتقومن الساعة والرجل قد رفع أكلته إلى فيه لا يطعمها .

إن الساعة ستأتى بلا مقدمات ، فلا يستطيع أن يتنبأ بها أحد ، حتى قبل حدوثها بدقائق ، ويفاجأ بها الناس جميعاً .. وبالتالى كذب العرافون الذين يزعمون أن الساعة فى يوم كذا من سنة كذا ، إن هذا يقتضى أن يستعد الناس فى هذا الميعاد ، ومع ذلك أخبرنا الحديث السابق أن الساعة تأتى والحياة طبيعية تماماً ، والناس غير مستعدون ولا يتوقعون الساعة .

وإذا كان الله أخفى موعد الساعة ، لكن هذا لا يعنى أنه سبحانه وتعالى أخفى موعد اقتراب الساعة .. قال تعالى (إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ ) فقوله (أَكَادُ أُخْفِيهَا) معناه أنه سبحانه لا يخفى كل شىء عنها ، ولكن الإخفاء فى الموعد فقط ، ولكن اقتراب الساعة وعلاماتها الكبرى والصغرى .. أُنبىء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ ..

الله سبحانه وتعالى جعل أربعة أخماس الأرض .. من البحار ، والخُمْس الأخير من اليابسة ؛ لتتم عملية المطر ، وكلما اتسعت مساحة الماء ، كان البخْر أسرع وأسهل ، وكلما قلّت المساحة ، كان البخر أقل ، فلو ألقينا كوب ماء على أرض الحجرة لجفّ بعد فترة قصيرة ، ولكن لو تركنا الماء فى الكوب عدة أيام ، فإنه لا ينقص إلا بكمية صغيرة ؛ لأن ضيق مساحة السطح جعل البخر بطيئاً جداً .

وإنزال الغيث هو من الله وحده ؛ فالذين يزعمون أن الإنسان باستطاعته التحكم فى نزول المطر .. نقول لهم : اجعلوا مواسم الجفاف تحدث فى المناطق الممطرة ، واجعلوا المطر يحدث فى الصحارى لتتحول إلى وديان خضراء ، واجعلوا الأمطار لا تكون غزيرة تصيب مناطق فى العالم فتغرقها .

إن البشرية كلها .. لا تستطيع أن تتحكم فى الرياح ( التى تُحرّك السحاب الذى منه المطر ) ، ولكن الله يجريها إلى حيث يشاء ، فالسحاب ليس له حركة ذاتية ، وإنما تدفعه الرياح من مكان إلى آخر ، والرياح لا تخضع لإرادة بشر ، لا فى حركتها ولا فى قوتها ولا فى اتجاهاتها .

كذلك الإنسان لا يستطيع أن يتحكم فى عملية البخْر التى تتم من البحار ، ولا فى أشعة الشمس التى تُحدث البخْر ، ولا فى البخار الذى يصعد إلى السماء ، ثم يتكثف فتتكون منه السحب ، ولا فى الرياح . لكن إذا كانت هناك عملية كيماوية يتم على أساسها تلقيح السحابة لتمطر ، فهذه عملية ثانوية جداً . ولا يمكن الادّعاء وفقاً لها أن الإنسان يستطيع إنزال الغيث .

ويعلم ما فى الأرحام ..

هل يمكن لأكبر أطباء العالم أن يخبرنا قبل أن يتم الحمل ، هذه المرأة ستحمل وستلد مولوداً ذكراً أو أنثى ؟

الله سبحانه وتعالى يعلم ذلك (فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّـهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ) ، هذه البشرى قبل أن تحمل أم يحيى به .

هل علمنا الآن معنى قوله (وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ) ؟

أيضاً .. قال تعالى (أَنَّ اللَّـهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ) ، بل إننا لو أتينا بطبيب وأخبرناه بأن زكريا عليه السلام شيخ كبير ، وامرأته عاقر ، ثم سألناه عن الذى فى الأرحام ، لربما قال : وهل بعد هذه الأسباب المنعدمة يكون هناك شىء فى الأرحام ؟!

إن كلمة (مَا فِي الْأَرْحَامِ) كلمة كبيرة جداً تشمل شريط حياة هذا الشخص .

ثم إذا كان الأمر مُقتصراً على نوع المولود ، فإن الطب الحديث لا يمكن له ذلك إلا إذا تخلّق الجنين فى بطن أمه ، وأصبح كياناً مادياً ، أما قبل ذلك .. فلا .

وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا..

 هناك من يعتقد أن الرزق هو ما يملكه الإنسان ، وهذا اعتقاد خاطىء ؛ فالرزق هو ما يُنتفع به . ” يقول ابن آدم مالى مالى .. هل لك ياابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت ، أو لبست فأبليت ، أو تصدقت فأبقيت ؟ ” ، هذا هو رزق الإنسان ، أما باقى ما يملكه فهو ليس رزقه ، ولكنه رزق غيره ، وهو يحرسه دون أن يدرى ، حتى يُوصّله لأصحابه .

أنت عندما ترى إنساناً بخيلاً .. رغم أنه يملك الكثير ، فاعلم أنه رغم ثرائه … فرزقه قليل !!

إن رزقه هو ما ينتفع به فقط .. أما ما لا ينتفع به .. فهو رزق غيره .. وهو حارس عليه .. إلى أن يُوصّله إليهم .. ولأن تكليفه بالحراسة عليه هو من أقدار الله .. لهذا نجده لا يُفرّط فى قرش واحد .. حتى يصل المال إلى صاحبه الذى سينتفع به .

وبعض الناس يدّعى أنه يعلم أحد المُغيبات الخمسة (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا) عن طريق الحسابات المادية والكمبيوتر .. وهذا وهم ؛ لأن (مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا) مجال عريض لا يشمل الرزق المادى فقط – الذى أوضحنا أنه ما ينتفع به – بل يتعدّى إلى الصحة والأولاد وراحة البال .. كذلك ، لو أمكن السيطرة على ذلك بالحسابات المادية .. أوليس من الممكن أن تكون هناك أزمات اقتصادية ( أو حتى طفرات ) وكوارث طبيعية وعوامل مفاجئة لم يكن يتحسّب المرء لها . بعد كل هذا .. من ذا الذى يدّعى أنه قد علم أحد المُغيبات الخمسة ؟!

وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ..

قال تعالى (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ) . إننا نرى بعض الذين نعرفهم ، وهم يسعوْن بقوة ليذهبوا إلى الأرض التى سيموتون فيها ، فالسائح يسافر إلى بلد بعيد ، فيشبّ حريق فى الفندق الذى ينزل فيه ، فيلقى حتْفه ، ويكون قد جاء من بلده بنفسه إلى هذا المكان ليموت فيه .

ونحن نعلم أن مراحل الموت عكس مراحل الحياة ؛ فأنت إذا أردت أن تبنى عمارة .. بدأت ببناء الدور الأول ، وإذا أردت ان تهدمها ، تبدأ بهدْم الدور الأخير .

كذلك الموت والحياة .

إن أول شىء يخرج من الإنسان عند الموت .. هو آخر شىء دخل فيه عند الحياة .. وهو الروح .. فالروح آخر ما يدخل فى الإنسان عند الخلْق ليعطيه الحياة .. وأول ما يخرج منه ساعة الموت .

ثم تبدأ مراحل الموت عكس عملية الخلق .. يتصلّب الجسد فيصبح صلصالاً كالفخار ، ثم يتعفّن فيصبح كالحمأ المسنون .. ثم يتبخر الماء من الجسد .. ويصبح الطين تراباً ، ويعود إلى الأرض مرة أخرى .. تراباً كما بدأ .

بهذا نكون قد انتهينا من استعراض كتاب ( الغيب ) للشيخ / محمد متولى الشعراوى ، وما أود أن أختم به معلومة جميلة لفتنا إليها الشيخ / الشعراوى رحمه الله ، وهى ليست متعلقة بموضوع الغيب ولكنها مذكورة فى هذا الكتاب ، وهى :

 إن كل شىء خلقه الله سبحانه وتعالى مختاراً . هناك من اختار مرة واحدة .. اختار أن يكون مقهوراً .. كالشمس والجبال والبحار ، وهناك من اختار أن يكون له اختيارات متعددة كالإنس والجن .

 

 

Load More Related Articles
Load More By محمد عطيتو
  • عبقرية عمر

    عبقرية عمر عباس محمود العقاد   إن غرضنا من استعراض كتاب عبقرية عمر للعقاد ليس التأريخ للحو…
  • سيطر على حياتك

    سيطر على حياتك د. إبراهيم الفقى   يتحدث الكاتب فى كتابه عن أهمية وضع الأهداف وأنها من الأش…
  • أهلاً .. مع السلامة

    أهلاً .. مع السلامة عبد الوهاب مطاوع   هذا الكتاب عبارة عن تأملات وخواطر للكاتب الموهوب / …
Load More In اختر مؤلفك المحبوب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إقرأ أيضا

النقود والبنوك

  كيف نشأت النقود الورقية تاريخياً ؟ ورقة نقدية بمليون جنيه .. هل رأيتها من قبل ؟! أك…