ثقيل الدم هو ذلك الشخص الذى لا تدرى لماذا تتذكر وأنت تتعامل معه أنك لا تمتلك إلا مرارة واحدة . تشعر عندما تتكلم معه أو تحدثه أنك تحاول إزاحة برميل ضخم من مكانه إلى مكان آخر بقدر بالغ من الجهد والمشقة .
شخص جاف المشاعر ، بارد الملامح ، بطىء الحركة ، مستفز النظرات ، متثاقل فى مشيته ، مُحير فى ردوده .
تصطك أسنانك بعضها مع بعض عندما تتكلم معه ، يرتفع ضغط الدم لديك ، يتعكر مزاجك فجأة ، وتصيبك نوبة اكتئاب خفيفة أو مركزة .. هذه هى الأعراض التى تصيبك عندما تتعامل مع ذلك الشخص الذى لا نجد وصفاً يُعبر عنه بأفضل من ( ثقيل الدم ) .
ولكى تُحسن التعامل معه ، فإنى أنصحك بالتالى :
-
إذا وجدت نفسك تتعامل مع منْ اختفت الابتسامة على وجهه ، وغابت البشاشة من هيئته ، ولا مكان للترحيب فى كلامه ، ومن كانت ردوده جافة ، تُكلمه فلا يردّ عليك مباشرة .. إذا وجدت ذلك ، فاعلم أنك بحاجة لجرعة من الصبر والهدوء ؛ لأن ها هو ثقيل الدم قد أطلَّ بوجهه الكئيب ، وظله الثقيل .
-
تكلم معه برسمية تامة ، وتجاهل بروده ، وحاول أن تحصل منه على ما تريده منه وما دعاك للتعامل معه ، ولا تحاول أن تتودد له كثيراً ؛ فقد لا يستجيب لذلك ، فتشعر بالغيظ أكثر !!
-
لا تعاتبه على دمه الثقيل ، فذلك طبع تغلغل فيه كثيراً ، ولا عليك أن تُغيره ، وليست مهمتك أن تُبدل شخصيته ، وإذا حاولت فقد تنفجر مرارتك فعلاً .
-
بعد حصولك على ما تريد منه ، اشكره برسمية ، وانصرف عنه حامداً الله أن مرارتك لم تنفجر بعد .
نصائح عابرة :
-
رغم ما قد يبدو عليه ، وما يمكن أن يسببه لك من غيظ ؛ فإن ثقيل الدم قد يكون صاحب قلب طيب ، فلا تقسو عليه ، وتحمّله بنية أنه يمثل لك فرصة عظيمة لزيادة صبرك ومرونتك وقدرتك على التعامل مع من هذا شأنه .
-
إذا وجدت نفسك تتعامل مع شخص بهذه الصفات بصورة متكررة فى الجامعة أو العمل مثلاً ، فقد تجده وقد تبدَّلت هيئته فى بعض الأحيان ، وهنا لا مانع من أن تزيل تحفظك فى التعامل معه ، بل وتنطلق على سجيتك معه فى الحديث ، ولكن احذر وانتبه وتذكر أن هذا شذوذ ، وأن ريما سترجع لعادتها القديمة عما قريب .
-
قد تصادف هذا النوع من الناس بكثرة فى بعض المصالح والهيئات الحكومية ، وقد يكون السبب فى ذلك ضغوط العمل والروتين اليومى .
لعلك لاحظت أنى تحدثت كثيراً فى كلامى عن مرارتك والحفاظ عليها من الانفجار !! ، ولكن الوجه الآخر من العملة أن هذه النوعية المستفزة من الناس وغيرها من نوعيات مشابهة هى التى من أجلها استحق من حسنت أخلاقهم أن يكونوا أقرب الناس مجالس من رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ، واستحق حسن الخلق أن يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم .
ولو كنت من هواة الاستماع والمشاهدة يمكنك الاستماع لهذا الفيديو الآن :