أهلاً .. مع السلامة
عبد الوهاب مطاوع
هذا الكتاب عبارة عن تأملات وخواطر للكاتب الموهوب / عبد الوهاب مطاوع رحمه الله فى ميادين الحياة المختلفة يقدم لنا فيها من عصارة فكره وخلاصة تجربته وأروع ما خطه قلمه .. وعنوان الكتاب هو عنوان أحد مقالاته ( أهلاً مع السلامة ) بمعنى أن كل شىء فى الدنيا له بداية نفرح بها ونستبشر بها وتراودنا فيها الآمال والطموحات ، وبعد البداية لابد أن تأتى النهاية التى يعجز الكثير من الناس على التكيف معها وكأنهم يريدون أن تكون الدنيا رحلة أبدية من السعادة .
والفائدة المنتظرة من قراءة هذا الكتاب : إمتاع القلب والذهن والنفس والروح بمثل هذه التأملات الجميلة والخواطر العظيمة والنظرات الثاقبة والقصص الهادفة التى تقدم لنا ذخراً نسير به فى رحلة حياتنا . فاللهم اغفر للأستاذ عبد الوهاب مطاوع وارحمه وارفع درجته فى عليين .
والآن .. هيا بنا إلى تناول هذه العصارة اللذيذة !!
بطاقة الكتاب :
أهلاً .. مع السلامة | اسم الكتاب |
عبد الوهاب مطاوع | المؤلف |
الشروق | دار |
119 | عدد الصفحات |
محمد عطيتو | تلخيص |
أهلاً .. مع السلامة !
هذا هو ملخص ” القصة ” كلها ! أن لكل شىء نهايته الطبيعية مهما طال المدى .
قصة الحياة .. والإنسان .. والحب .. والنجاح والمنصب والصحة .. والشباب .. وكل شىء فى الوجود ! ” أهلاً ” فى البداية .. و” مع السلامة ” فى النهاية .. و” المسرح الكبير ” الذى نعيش فوقه لا تتوقف فيه العروض ولا يملّه المشاهدون ولا يتعلمون أيضاً الكثير منه ! وفى كل يوم هناك موسيقى للافتتاح وأنغام للختام .. وستار يرفع .. وستار يسدل !
ومشكلة الإنسان أنه يبتهج كثيراً بالبداية .. ويحزن أيضاً كثيراً للنهاية مع أنها كانت متوقعة قبل البداية !!
بل إن بعض شقاء الإنسان ينجم عن عجزه عن أن يقول فى الوقت المناسب ” وداعاً ” لما يحب ويتقبل النهاية بشجاعة نفسية . وبعض معاناته ترجع إلى أنه قد يصرّ أحياناً على الجرى وراء القطار الذى غادر محطته ليحاول اللحاق به ، وكلما زاد هو من سرعته واقترب من أمله أوغل القطار فى البعد عنه تاركاً له الحسرة والعجز والإحساس بالهوان .
وبالتالى ، حين تجىء النهاية فإنه يحسن ألا نُطيل فيها ! إذ لا معنى ” للإطالة ” إلا مضاعفة العناء ومكابدة الحسرة لأن القطار قد غادر محطته بالفعل وانطلق بأقصى سرعته ولن يلتفت للمهرولين خلفه .
وينبغى أن يتعلم الإنسان أن يقول وداعاً فى الوقت المناسب ، وأن يتذكر دائماً أن لكل شىء نهاية فلا يحاول عرقلة ستار الختام عن أن ينزل فى موعده ولا يعرّض نفسه للهوان بالتشبث بالأستار محاولاً تأخير إسدالها .
أحلامك هى سر نجاحك .. ولكن ..!
حاول أن لا تستغرق فيها ، فالحلم واحة جميلة وسط الصحراء القاحلة يستريح فيها الإنسان بعض الوقت من هجير الحياة لكن القافلة لا تتوقف فى الواحة إلى النهاية .. وإنما تلتقط أنفاسها فيها بعض الوقت وتتزود بالماء والأمل .. والقوة .. لتواصل السفر من جديد !
وكما قال الأديب الأمريكى مؤلف قصة ” جسور ماديسون ” : أعلم أن أحلامى لم تتحقق .. لكن سعيد رغم ذلك بأنها قد راودتنى خلال السنوات الماضية .
وهذا قريب من قول الشاعر:
منى إن تكن حقاً تكن أعذب المنى وإلا فقد عشنا بها زمناً رغداّ
فى الغد متسع لكل شىء ..
فلابد دائماً للإنسان من أن يحلم بغد أسعد وأجمل وأفضل ، ولابد له أن يتعلق دائماً بالأمل فى رحمة الله ، وفى أن ترقّ له الحياة ذات يوم وتسمح له بتحقيق أحلامه التى طالما سعى لتحقيقها .
ماذا يحتاج الأبوان فى كبرهما ؟
عندما يكبر الأبوان ، ويتزوج الأبناء ، وينشغل كل منهم بحياته الخاصة ، فيجب أن يخصص الأبناء وقتاً للأبوين الوحيديْن ، وتتكرر الزيارات مرة بعد مرة ، فما أحوج الآباء والأمهات فى هذه السنّ إلى رعاية الأبناء والاهتمام منهم والوقوف بجوارهم فى شيخوختهم ، فالحذر الحذر أيها الأبناء من هذا العقوق الخفىّ .
وكما يقول الأبناء دائماً إن هناك أشياء لا يفهمها الآباء والأمهات عن احتياجاتهم ورغباتهم وتطلعاتهم ، فهناك كذلك أشياء أكثر وأعمق من احتياجات هؤلاء الآباء والأمهات لا يفهمها أيضاً للأسف الأبناء ، وإن فهموها فقد لا يتعاطفون معها ، ولو فهموها وقدروها ، وتبادل الطرفان الفهم والعطف لاختفت مساحات كبيرة من الشقاء الإنسانى .
كيف تتصرف لو ولد لك ابن معاق ؟
الشىء الوحيد الذى يستطيع الأبوان أن يفعلاه لطفلهما حين يجىء إلى الدنيا هو أن يرحبا به ويرعياه مهما كانت ظروفه الصحية .
كيف تتعامل مع السلطان ؟
السلطة وأهلها كالرحى الدائرة إذا اقتربت منها برفق صقلتك ، وإذا اشتد قربك منها جرحتك وآذتك .
لماذا يعمل المبدع ؟
المبدع يعمل فى بداية حياته لإثبات ذاته مؤمناً بموهبته ، وأنها كفيلة بأن تحقق له النجاح ، لكنها فقط مسألة وقت وكفاح .. ويعمل فى منتصف العمر للمحافظة على النجاح وعلى رصيده لدى الناس ، ثم يستمر فى العمل بعد ذلك لغير سبب سوى لأن هؤلاء الناس قد أحبوه ويريدون منه الاستمرار إلى النهاية وليس من حقه أن يخذلهم أو يبخل عليهم بعطائه .
فوائد الأزمات ..
لا تقلق من وقوع كارثة فى حياتك ، وارض بقضاء ربك ، واعلم أن استشعار الخطر الشديد قد يطلق فى الإنسان قوة داخلية فى أعماقه تدفعه لكى ينجو من الخطر إلى القيام بأعمال لم يكن يشعر من قبل بقدرته على إنجازها .
تعرف على أعظم أسباب النجاح ..
النجاح لا يحتاج إلى الذكاء بقدر ما يحتاج إلى الجدّ والاجتهاد ، والذكاء لا قيمة له إن لم يتمخض عنه عمل .
لا تحكم بالمظاهر ..!
لا تحكم على أحد من خلال مظهره ، أو من خلال تعثره المبدئى فى تجربة ما .. فقريباً سيوضع فى اختبار ، وتصهره نار المسئولية ، وسيكشف لك من مواهبه وقدراته ما لم تكن تتخيل .
بهذا نكون قد انتهينا من استعراض هذا الكتاب الجميل للكاتب / عبد الوهاب مطاوع … وقد انتهيت من قراءته يوم الاثنين الموافق 7/4/2014 ، وبعد قراءته قررت ألا أترك كتاباً للكاتب الرائع / عبد الوهاب مطاوع إلا وسأحاول قراءته إن شاء الله .