سيطر على حياتك
د. إبراهيم الفقى
يتحدث الكاتب فى كتابه عن أهمية وضع الأهداف وأنها من الأشياء الضرورية اللازمة فى حياة الإنسان ، وأن وضع الأهداف يسهل إدارة الوقت ؛ فوضع الأهداف وإدارة الوقت وجهان لعملة واحدة ، ثم يتحدث الكاتب فى نهاية الكتاب عن قوة الأفكار وكيف أنها قد تكون سبباً فى نجاح الإنسان أو فشله .
وموضوع الكتاب يكاد لا يحتوى على جديد لمن قرأ كثيراً فى موضوعات التنمية البشرية .
بطاقة الكتاب :
سيطر على حياتك | اسم الكتاب |
د. إبراهيم الفقى | المؤلف |
دار أجيال للنشر والتوزيع | دار |
111 | عدد الصفحات |
محمد عطيتو | تلخيص |
حدد وجهتك من البداية .. وإلا ..!!
انتبه جيداً لمسألة أن تحديد الوجهة التى سوف تسير فيها أهم من السير الفعلى ؛ لأنه يساعد على تحقيق ثلاثة أشياء : التأهب النفسى وشحذ الهمة ورصد الإمكانيات المتاحة ، وضع تصور لكيفية السير ، التفكير فى أسهل الطرق وأسرعها وأوفرها فى المال والوقت والمجهود ، ولذلك لا تعتقد أن قضاء الوقت فى ذلك مضيعة للوقت ، وإلا فاقرأ القصة التالية :
كان هناك عامليْن فى إحدى شركات البناء ، أرسلتهما الشركة التى يعملون لحسابها من أجل إصلاح سطح إحدى البنايات ، وعندما وصل العاملان إلى المصعد وإذا بلافتة مكتوب عليها ( المصعد مُعطّل ) تصدمهما ، فتوقفا هنيهة يفكران فى ماذا يفعلان لكنهما حسما أمرهما سريعاً بالصعود على الدرج بالرغم من أن العمارة بها أربعين دوراً ، سيصعدان وهما يحملان المُعدّات لهذا الارتفاع الشاهق ، لكنها الحماسة .. فليكن .
وبعد جهد مضن ، وعرق غزير ، وجلسات استراحة كبيرة وصلا أخيراً إلى غايتهما . هنا التفت أحدهما إلى الآخر وقال : لدىّ خبريْن أود الإفصاح لك بهما ، أحدهمها سار والآخر غير سار!!!
فقال صديقه : إذن ، فلنبدأ بالسار .
فقال له صاحبه : أبشر ، لقد وصلنا إلى سطح البناية أخيراً .
فقال له صاحبه بعدما تنهد بارتياح : رائع لقد نجحنا ، إذن وما الخبر السئ .
فقال له صاحبه فى غيظ : هذه ليست البناية المقصودة .
إذا سرْت فى غير طريقك ، فتأهّب لسماع خبريْن أحدهما سار والآخر غير سار ، وستغطى كآبة الخبر غير السار على سعادة الخبر السار ، وستستمع من يقول لك : هاه .. لقد انضممت إلى الأخسرين أعمالاً (الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ) .
ضع أهدافاً تستحق !!
ألفس برسلى : مغنى مشهور ، وساحر قلوب الشباب فى الغرب ، كان هذا الشاب يمتاز بكثير من المُميزات التى يتمناها الكثيرون ، فهو ثرى جداً ، وسيم جداً ، مشهور جداً ، لايتمنى شيئاً إلا ويكون طوع أمره وملك يمينه . بكل المقاييس يجب أن يكون ألفس برسلى من أسعد الناس فى العالم إن لم يكن أسعدهم .
هنا يأتى شئ هام وهو أنه بالرغم من نجاح برسلى المادى والمهنى ، إلا أن حياته الشخصية لم تكن على ما يُرام ، ممّا أثر بشكل سلبى على حياته بصفة عامة ، وكانت نهايته .. الانتحار بجرعة هيروين زائدة .
نفس الشىء حدث مع مارلين مونرو الممثلة الجميلة المشهورة والتى أنهت حياتها بيديها وهى فى قمة مجدها وعنفوان شبابها ، كذلك حدث مع المغنية داليدا نفس الشئ .
كل هذه القصص تدل على أنه يجب عليك أن تضع رسالة لحياتك عمادها تعمير الأرض ونفع الناس ومن قبل ذلك وبعده رضا الله سبحانه وتعالى . وليس أن يكون كل همك أن ترضى نفسك وشهواتك . فمهما حققت من نجاحات انقطعت صلتها بالله فمصيرها إلى زوال .
أنت المشكلة وأنت الحل ..!!
يقول زج زجلر (قد يمنعك الآخرون عن فعل شئ لبعض الوقت ، لكنك أنت الذى تمنعها كل الوقت ) . فلا تتحجج بالآخرين ، ولا تسرف فى لومهم وانتقادهم ، وبدلاً من ذلك ابذل الجهد فى تغيير نفسك ، واعلم أن أقصى ما يمكن للآخرين فعله أن يؤخروك عن هدفك لا أن يمنعوك .
لا تيأس !!
يقول توماس أديسون ( كثير من حالات الفشل في الحياة كانت لأشخاص لم يدركوا كم كانوا قريبين من النجاح عندما أقدموا على الاستسلام) .
لا تخف من الفشل .. توماس أديسون فشل أكثر من10آلاف مرة قبل أن ينير العالم بمصباحه .
والت ديزنى أفلس سبع مرات .
هنرى فورد أفلس ست مرات .
لكنهم لم ييأسوا لساعة ، ولم يرجعوا أدراجهم حاملين خيبة الأمل والفشل .
أنت قادر أن تكون مثلهم ، فلا تيأس .. لأنك فى ذلك الوقت قد تكون قريباً جداً من النجاح .
تأكد أن الله لايغلق باباً إلا ويفتح باباً آخر .. قد يكون أوسع وأرحب منه .
عن قوة الفكرة .. قالوا
“غزو الجيوش يمكن مقاومته ، أما غزو الأفكار فلا ..” فكتور هوجو
“الفكرة الجديدة رقيقة .. يمكن قتلها بالسخرية أو التثاؤب .. يمكن طعنها بنكتة أو إقلاقها حتى الموت بعبوسة في الجانب الأيمن .” شارلز براور
“يجب أن نعيش كما نفكر .. وإلا اضطررْنا عاجلاً أو آجلاً أن نفكر كما نعيش .” بورجيه
“لا تخف أن تكون شاذاً في رأيك .. فكل الآراء المقبولة الآن كانت شاذة قبل ذلك .” برتراند رسل
“لا يوجد مشكلة تستطيع مواجهة هجوم التفكير المنظم .” فولتير
رسالة من د.إبراهيم الفقى ..
لاحظ أفكارك قبل أن تتحول إلى تركيز ،
لاحظ تركيزك قبل أن يتحول إلى إحساس ،
لاحظ إحساسك قبل أن يتحول إلى سلوك ،
لاحظ سلوكك قبل أن يتحول إلى نتائج ،
لاحظ نتائجك قبل أن تُحدّد مصيرك .
أنت لست العنوان الذى أعطيته لنفسك ، أو أعطاه لك الآخرون ، أنت لست اكتئاب أو قلق أو إحباط أو توتر أو فشل ، أنت لست سنك أو وزنك أو شكلك أو حجمك أو لونك ، أنت لست الماضى ولا الحاضر ولا المستقبل .
أنت أفضل مخلوق خلقه الله عزوجل ، فلو كان أى إنسان فى الدنيا حقق أى شئ ، يمكنك أنت أيضاً أن تحققه بل وتتفوق عليه بإذن الله تعالى . وتذكر دائماً أن :
الليل هو بداية النهار ، والشتاء هو بداية الصيف ، والألم هو بداية الراحة ، والتحديات هى بداية الخير ، والتفاؤل بالخير هو بداية القوة الذاتية .
لذلك
عش كل لحظة وكأنها آخر لحظة فى حياتك ،
عش بحبك لله عزوجل ،
عش بالتطبّع بأخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام ،
عش بالأمل ، عش بالكفاح ، عش بالصبر،عش بالحب، وقدّر قيمة الحياة .
بهذا نكون قد انتهينا من استعراض هذا الكتاب المُتألق للدكتور إبراهيم الفقى رحمه الله .. فاحرص كل الحرص على ألا تضيع حياتك سدى ، بل ابذلها دائماً فيما يرضى ربك ، ويجعلك فخوراً بنفسك ، وتنفع به الناس .