نحن فى عصارات الكتب نحاول أن نلخص الكتاب .. نعتصره .. نستخرج أهم ما فيه .. نناقش الكاتب .. نحاوره .. نتفق معه .. ونعترض عليه .. لكن فى الفيتامين نحاول أن نستخرج الجوهرة المكنونة الموجودة فى الكتاب ؛ إذ لكل كتاب جوهرته ، قد ننسى ما قرأناه فى الكتاب لكن أبداً لا ننسى تلك الجوهرة ، والجوهرة إما فكرة جديدة نلتقطها لتحتل مكانها فى عقلنا وضميرنا ، وننطلق فى حياتنا بها أو رؤية تطبيقية لما استفدناه تنقله من عالم الفكر إلى عالم الواقع .. إنه الفيتامين ..
وعى يُشكّل وعلم يُفعّل
الكتاب : سيطر على حياتك للدكتور / إبراهيم الفقى
أيها الناس لاتخططوا لحياتكم !!
يتمحور كتاب ( سيطر على حياتك ) للدكتور / إبراهيم الفقى حول أهمية أن يخطط الإنسان لحياته ، وأن يضع أهدافاً لها ويسعى لتحقيقها ، وهذا ما أختلف فيه مع المؤلف ، وأرى أن التخطيط التفصيلى أمر غير ممكن ، وأنه لو حصل فسيصبح بلا جدوى لأن الواقع سيخالفه ، وسيصير حبراً على ورق .. وهذا ما كتبته فى ردى على المؤلف .
لا أزعم أن التخطيط بمعنى وضع أهداف أمر غير مطلوب فحسب , بل أذهب إلى أبعد من ذلك متحدياً جميع كتابات التنمية البشرية فأقول : إن التخطيط أمر ضار, والأفضل : الابتعاد عنه .. وإن كنت مصدوماً من هذا الكلام , فإليك بعض خواطرى وأدلتى عليه :
الدليل الأول : أوضح فى البداية أن التخطيط الذى لا أراه ضرورياً هو ما أسميه ( التخطيط التفصيلى ) الذى يقتضى منك أن تعرف ما الذى ستفعله مثلاً خلال الـ 20 سنة المقبلة بشئ من التفصيل .. أما مجرد نسج رؤية عامة لفترة زمنية قصيرة قادمة تدلك على الاتجاه العام الذى سوف تسير فيه , فهذا مما لا أعترض عليه , وإن كنت أرى أن الإنسان يقوم به تلقائياً , وليس بصورة متعمدة .
كما لا أعترض على أن يحدد الإنسان لنفسه المجال الذى يحسنه فى الحياة , ويتخصص فيه .
وإن كان يتعذر عليه أن يحدد ماهو الأفق الذى سيبلغه فى هذا المجال .
الدليل الثانى : هل رأيت عزيزى القارئ قبل ذلك رجلاً فى السبعين من عمره مثلاً يخرج لك خطة حياته التى كتبها وهو فى العشرينات.. ويخبرك أنه سار عليها كما كتبها ؟! اللهم إن هذا محال !!
الدليل الثالث : إن التخطيط التفصيلى غير متاح إلا لمن يعلم الغيب .. وهذا شئ لا يتيسر لبشر .
الدليل الرابع : الله سبحانه وتعالى يوجهنا إلى صياغة رؤية عامة , وليس صياغة تخطيط تفصيلى يتناول كل جزئية من جزئيات الحياة .. وهذا ظاهر فى قوله تعالى (وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ) فنحن نلمح فى كلمة (وَلْتَنظُرْ) رؤية عامة لاتجاه عام , وليس خطة تفصيلية .
ودائماً نقرأ فى القرآن الكريم قوله تعالى (وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) دون تحديد الصالحات , فهى مختلفة بحسب الأشخاص والإمكانيات والقدرات والتغيرات الدائمة المستمرة .. كل ما علينا هو السير فى اتجاه الصالحات وفقط .
بل إن الله سبحانه وتعالى يقول (لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّـهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا) فكل يوم بل كل لحظة فيها جديد .
الدليل الخامس : أستطيع أن أقول أن العلاقة عكسية بين إمكانية التخطيط التفصيلى , واتساع الفترة الزمنية ؛ بمعنى أنه يتعذر عليك صياغة خطة تفصيلية لفترة زمنية قادمة بعيدة , وأنه على المدى القريب يمكنك أن تفعل ذلك .. وأنا أضرب لذلك مثالاً : السائر فى صحراء شاسعة مترامية الأطراف لا تتضح له معالم الطريق إلا كلما اقترب من الغاية التى يقصدها . وأنه قد يرى أمامه شيئاً يتحرك , فلا يعرف ما هو على وجه التحديد إلا كلما اقترب منه أكثر ونستنتج من هذا ثلاثة أمور :
-
أن اهتمامنا يجب أن ينصب على الغاية الكبرى التى نقصدها دون الدخول فى التفاصيل .
-
أن السعى والحركة والعمل يوضح لك معالم الطريق , ويزيد من قدرتك على التوقع والتحسب , وإعداد العدة لما هو قادم .
-
لا تستطيع أن تخطط تفصيلياً إلا لشئ اقترب منك جداً من الناحية الزمنية .. ولذلك تجد غالب الناس يخطط للأمور الروتينية اليومية ويستعد لها جيداً : كالذهاب لمصلحة حكومية أو شراء مستلزمات البيت , أو زيارة طبيب ، وهكذا .
الدليل السادس : يمر الإنسان فى حياته بأمور تقلب حياته رأساً على عقب , وهذه الأمور قد تكون كوارث عظيمة , أو مفاجآت سعيدة .. وكلاهما لا يمكن التنبؤ بهما. فما جدوى الخطط الموضوعة فى ظل مثل هذه التغيرات الجذرية .
الدليل السابع : يضرب الدكتور إبراهيم الفقى فى كتابه مثالاً : برجل يتبوأ منصب مدير إحدى الشركات بكندا , وقد دار حوار بينه وبين الدكتور وأخبره بأنه قام برحلة إلى المكسيك وخطط لها جيداً وأعد العدة الكاملة لها.. فسأله الدكتور : لقد فعلت هذا فى رحلة تستغرق أسبوعين , فهل فعلت نفس الشئ فى رحلة حياتك ؟ فأجابه الرجل : هذا يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين, وهذا لا يتوفر لى , لكنى أسجل فى ذهنى دائماً خططى , وأحفظ فى ذاكرتى خططى المستقبلية .
ويتعجب الدكتور إبراهيم الفقى من صنيع الرجل ويتساءل : كيف يخطط الرجل لرحلته ولا يخطط لحياته ؟ ويقول : أن عليه أن يخطط لحياته كما خطط لرحلته .
وهذا المثال حجة على الدكتور الفقى وليس له لأنه كما قلنا أن التخطيط التفصيلى يكاد يكون مستحيلاً على المدى البعيد , ثم هناك شئ أغفله الدكتور وكان حرياً به أن ينتبه له : ما الذى يجعل مدير شركة – يعرف أهمية التخطيط جيداً بحكم عمله فى الإدارة – لا ينتبه لأهمية التخطيط فى حياته , وهو الذى لم يغفل عنه فى رحلة تستغرق أسبوعين؟! لا تفسير لهذا سوى ما ذكرناه من أن التخطيط التفصيلى وخصوصاً على المدى البعيد أمر متعذر جداً .
الدليل الثامن : الأمر يختلف فى الدول والشركات عن الأشخاص .. لثلاثة أسباب :
-
لأن هذه الكيانات هى التى تصنع الأحداث الكبيرة وتوجهها , فهى فاعلة فى الأحداث أكثر من كونها منفعله بها ، بخلاف الأشخاص والأفراد الذين مهما بلغ شأنهم وعظم تأثيرهم لا يملكون بمفردهم تغيير شىء كبير .
-
نظراً لضخامة هذه الكيانات , فهى تستطيع أن تخطط استراتيجياً على المدى البعيد , بل بإمكانها أن تخصص فرقاً كامله لهذه المهمة .
-
إن هذه الكيانات الكبيرة تؤثر على الملايين من الناس فى جوانب حياتهم المختلفة , ولذلك فإن التخطيط فى حقها واجب .
بل إنى أتذكر مرة أنى كنت أدرس مادة (الإدارة الاستراتيجية) وقال المحاضر: أنه تبين من خلال أبحاث علماء الإدارة أن الإدارة الاستراتيجية تضمن نجاح الشركات بما لا يتجاوز 30% .. هذا بالنسبة للشركات التى يكون التخطيط فى حقها واجباً , فما بالك بالأشخاص والأفراد .
الدليل التاسع : ذكر ستيف جوبز ( وهو من كبار المؤثرين فى العالم المعاصر, وليس شخصاً عادياً ) فى محاضرة شهيرة له أمام طلبة جامعة ستانفورد أنك بمرور الزمن ستعرف لماذا حدث لك ما حدث ، وأن فهمك هذا لن يكون إلا مع مرور الزمن ، وأنك كل يوم ستعرف شيئاً جديداً ، وأنه فى الوقت الذى ترك هو فيه الدراسة فى الجامعة ، ولم يكن يعرف ما الذى سوف يفعله فى حياته ؛ إذ بمرور الزمن وتتبعه لما يحب وتخصصه فيما يهوى ، إذ به يصبح من كبار المؤثرين فى العالم ، وكل ذلك دون صياغة خطة مفصلة له .
الدليل العاشر : تأمل فى حال أغلب الناجحين من حولك , واسألهم : هل كنتم تعرفون كل ذلك من قبل؟ وهل كنتم تخططون لما أنتم فيه الآن ؟ سيخبرونك أن كل مافعلوه هو العمل والسعى , وهذا أكسبهم الاستعداد الجيد للفرص التى انتهزوها عندما لاحت .
الدليل الحادى عشر : من عيوب التخطيط التفصيلى أنه يجعلك آلة , ويجعلك تؤدى مهامك بروتينية شديدة , ويحرمك من متعة المفاجأة ؛ أقصد المفاجآت السارة التى تحمل لك الفرص ، ويجعلك – بكل أسف – تجعل الخطة هى الحاكمة على الواقع ، مما يصيبك بالإحباط لوجود الفجوة الحتمية بين ما هو مخطط له وما هو واقع
الدليل الثانى عشر : الدكتور إبراهيم الفقى نفسه مثال جيد على ما نقول ؛ فهو فى صـ42 : 43 من كتابه يذكر كيف وضع لنفسه أهدافاً قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل :
فكانت الأهداف قصيرة الأجل فى حياته : أن يترك مهنة غسيل الصحون , ولهذا فقد كان يدرس فى شئون الفنادق .
وكانت الأهداف متوسطة الأجل فى حياته : أن يصبح مدير المطعم , ووضع خطة لذلك , والتى تشمل مجموعة شهادات يجب عليه أن يحصل عليها .
وكانت الأهداف طويلة الأجل فى حياته : أن يكون مديراً عاماً لأحد الفنادق الكبرى .
وإذا تدبرنا فى حياة أى انسان طموح يعمل فى مجال الفنادق, وابتدأ عمله فيها من الصفر, لوجدناه يسعى لأن يكون مديراً لفندق كبير, وسيبذل كل جهد , وسيحاول الحصول على كل شهادة تؤهله لذلك.. وكاتب هذه السطور يعرف شخصاً من هذه الفئة , وهو فعل ذلك ووصل إلى ما يصبو إليه بدون قراءة كتب فى التخطيط وأهميته وضرورته , وإنما كانت لديه رؤية عامة أن يكون ذا شأن فى يوم من الأيام وهو يعرف سبل الترقى فى مجاله بحكم العمل فيه والاحتكاك الدائم به , والسعى المستمر لنيل مطلوبه .
ثم إنه من الهراء تحديد فترة زمنية لحدوث ذلك لأن هذا فى علم الله سبحانه وتعالى , كل ماعلينا أن نبذل كل جهد نقدر عليه .
ثم إن الدكتور الفقى نفسه تناول الأركان الخمسة التى يجب على الإنسان أن يضع خطة متزنة لها , وهى : الجانب الروحانى – الشخصى – المهنى – المادى – الصحى .
وهوعندما ضرب مثالاً لوضع خطة لحياته لم يذكر إلا الجانب المهنى فقط .. أين بقية الجوانب يادكتور!!
الحقيقة أنه لاحاجة لوضع خطط , فهى أمور يعرفها الانسان بمقتضى الفطرة , ويزداد معرفة لها بحكم الخبرات المتراكمة . ( وهذا عند الحديث عن أهداف مهنية كالمثال الذى ساقه الدكتور الفقى )
بل إن الدكتورالفقى نفسه يقول عقب ذكر الخطط التى وضعها لنفسه : وظللت فى الدراسة والارتقاء فى عالم الإدارة , إلى أن قررت افتتاح شركة خاصة , كى أبدأ دورة جديدة من الأهداف والطموحات التى تتوافق مع قيمى ومبادئى .
انظر كيف أن الدكتور الفقى تتغير خططه فى كل محطة من حياته , وهل كان يعرف من البداية أنه سيصبح مدرب تنمية بشرية وأن شهرته فى هذا المجال ستطغى على شهرته فى مجال تخصصه الأصلى (الفنادق) .
بل إن الدكتور الفقى يقول أيضاً : أحد أهدافى أن أكون مدرب مشهور, وشخصية معروفة , وأن أحصل على جائزة تقديرية علمية .
وطبقاً لكتابات التنمية البشرية , فهذه لا يطلق عليها أهداف , لأنها ليست محددة , إذ كيف ينبغى لعاقل أن يضع الشهرة هدفاً له , ثم ما هى نوعية الجائزة التقديرية العلمية على وجه التحديد , وفى أى مجال؟!
الدليل الثالث عشر : كل من ينصحك بالتخطيط لعله يعلم أن التخطيط (وخصوصاً التفصيلى) أمر غير طبيعى , وغير واقعى .. ولذلك تجدهم ينصحونك بالمرونة , وأن الخطة التى دونتها فى ورقة لابد أن تأخذ فى الاعتبار أن التغييرات قد تطرأ عليها , ولذلك كن مرناً , ولا تتوجس من التغيير ..
وتكون النتيجة فى نهاية الأمر : إعداد الخطط ثم تمزيقها وإلقائها فى سلة المهملات .. وهذا يصيب الإنسان بالإحباط واليأس , وقد يظن أنه فاشل , وأنه لا أمل له فى إنجاز أى أمر من الأمور .
وانا أدعو صاحبنا هذا لأن يهون على نفسه , وأن يكتفى برسم الملامح العامة وأخذ المعطيات المطروحة فى الاعتبار , ويدع التفاصيل التى لايمكن التنبؤ بها للأيام .
الدليل الرابع عشر :التخطيط (أو وضع الأهداف) شيطان يجعلك دائما فى ترقب للنهاية , ولحظة الإنجاز والتتويج , ويجعلك تغفل عن الرحلة الطويلة التى تخوضها بما فيها من دروس وتجارب ، ولحظات ألم وأمل , ومحطات صعود وهبوط , ومواقف سقوط ونهوض .. كل ذلك فى انتظار لحظة النهاية التى لا ضمان لك فى بلوغها!!
والصواب أن السعادة فى رحلة النجاح , وليس فى لحظة النجاح . والدنيا دار عمل لا تزال فيها عاملاً حتى تلقى الله , وإنما الجزاء الحقيقى والفوز العظيم هناك فى الآخرة .
والخلاصة أنه كلما وجدت نفسك مكبلاً بالحيرة , وعاجزاً عن الحركة , ومشحوناً بالارتباك والاضطراب , فهذا ليس عيبك , وليس دليلاً على فشلك , ولكنه أمر طبيعى ألا تعلم الغيب ، وأن يتعذر عليك بالتالى أن تخطط تفصيلياً لحياتك ، وهنا عليك بالسعى والعمل وستتضح لك الأمور فى الطريق .
وستجد أن قدرتك على التخطيط تزداد إذا كان الشئ معروفاً بأبعاده لديك , أو مررت به من قبل , أو إذا كان الإنجاز المراد منك مطلوباً بعد فترة زمنية قصيرة , فحينها ستجد تركيزك على الشئ قد مكنك من الإلمام بجوانب كثيرة منه .
وستجد قدرتك على التخطيط تتناقص إذا كان الشئ مجهولاً لديك , أو جديداً عليك , أو كانت المهمة المراد إنجازها مطلوبة منك بعد وقت طويل , فلم يحن أوانها بعد .
واحرص دائماً ألا تكون لك خطة ، بل كل ما عليك أن تعرف الاتجاه العام الذى تسلكه فى الحياة ، ثم حدد خطوات صغيرة تقوم بها وستتضح لك الأمور مع السعى الدائم والحركة الدائبة .
مرة أخرى مع التنمية البشرية
كنت قد كتبت قبل ذلك عن التنمية البشرية ومآخذى عليها عندما تناولت كتاب ( قوة التحكم فى الذات ) للدكتور إبراهيم الفقى ، وهذه بعض المآخذ الأخرى اقتبستها من خلال هذا الكتاب ..
المأخذ الأول : من الأمور التى آخذها على التنمية البشرية ما أسميه : التنطع العلمى ؛ وأقصد به ذكر أشياء معروفة بديهياً وتلقائياً , والإمعان فى سرد عناصر لموضوع معين فى الوقت الذى لا نرى داعياً لمثل هذا التقسيم والتفصيل الممل , إذ لا حاجة إلا للتفصيل الذى يوضح مبهماً أو يكشف غامضاً.
وكمثال على ذلك : أركان الحياة الخمسة .. فما الداعى لتقسيمها ونحن نكاد نرى أن النشاط الواحد الذى يقوم به الإنسان ينعكس على كل جوانب حياته بدون تقسيم ؛ ففى واقع الحياة لا يوجد ركن روحانى مستقل نقوم بتوجيه أنشطة لتطويره بمفرده .
وهكذا فى بقية الأركان .. الإنسان كتلة واحده نرتقى بها دفعه واحدة , ولا يوجد أى مبرر لتقسيمه وتفتيته إلى شظايا متناثرة للارتقاء بكل منها على حدة .
المأخذ الثانى : من مبالغات الدكتور إبراهيم الفقى أنه يقول : ومن جولاتى حول العالم وتدريب أكثر من مائة ألف شخص سنوياً بفضل الله سبحانه وتعالى .. فهو يسمى المحاضرات والأمسيات التى كان يلقيها رحمه الله تدريباً !!