قرأت كتاب ( كيف تطيل عمرك الإنتاجى ؟ ) الذى سرد فيه مؤلفه الشيخ / محمد بن إبراهيم النعيم رحمه الله مجموعة من الأعمال الصالحة التى تضيف لك ثواباً لا يمكن تحصيله إلا فى أزمنة مديدة رغم أن هذه الأعمال قد استغرق القيام بها بضع ساعات أو أقل من ذلك .
وبالتالى يكون عمرك الإنتاجي من الحسنات أكبر من عمرك الزمني ، وبهذا تكون كأنك عشت مئات أو حتى آلاف السنين .
وقد استفدت مما ذكره المؤلف وأحببته ، وتأملت فوجدت أن هناك من الصفات التى إن اتصف بها المسلم فإنه يكون قد امتلك مفتاحاً سحرياً لمضاعفة ثواب الأعمال .. وقبل أن نذكر هذه المفاتيح السحرية نقول أنها تتمحور جميعها حول كلمة واحدة هى ( العبودية ) :
-
الإخلاص
يبقى الإخلاص والانكسار لله والخضوع له هو مضاعف ثواب الأعمال الأكبر الذي قد لا يتفوق عليه في ذلك فضل زمان أو مكان ، وعلى هذا فينبغي على المرء أن يبادر للإخلاص لأن فيه من العبودية ما يقدره الله تعالى ويثيب عليه أعظم الثواب والجزاء .
قال تعالى ( وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ ) فعسى أن يكون المخلصون ممن يضاعف الله لهم ثواب أعمالهم .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته وحده خمساً وعشرين درجة ، فإذا صلاها بأرض فلاة ، فأتم وضوءها وركوعها وسجودها ، بلغت صلاته خمسين درجة .
وهذا لأنه لم يصل خوفاً من أحد ، ولا رياءً ، ولم يذكره للصلاة صوت مؤذن ، وفضَّل الصلاة على بلوغ حاجته التي تقتضيه ترك هذه الأرض الفلاة ، والعودة إلى موطنه .
-
أداء واجب الوقت
قال الإمام ابن القيم (بتصرف) :
إن أفضل العبادة العمل على مرضاة الرب في كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت ووظيفته.
فالأفضل في وقت حضور الضيف مثلاً : القيام بحقه والاشتغال به عن الورد المستحب .
والأفضل في أوقات السحر : الاشتغال بالصلاة والقرآن والدعاء والذكر والاستغفار .
والأفضل في أوقات الآذان : ترك ما هو فيه من ورد ، والاشتغال بإجابة المؤذن .
وهؤلاء هم أهل التعبد المطلق ، أما أهل التعبد المقيد فإنه متى خرج أحدهم على النوع الذي تعلق به من العبادة وفارقه يرى نفسه كأنه قد نقص وترك عبادته .
إن التعبد المطلق لا تملكه الرسوم ولا تقيده القيود ، ولم يكن عمله على مراد نفسه ، بل هو على مراد ربه . انتهى
ومن أجل هذا نرى كثيراً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هاجروا إلى مختلف البلدان وهم يعلمون أن ثواب الصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر بألف مرة من الصلاة فيما سواه ، بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يترك المدينة إلى مكة ، وهو يعلم أن ثواب الصلاة في المسجد الحرام أكبر مائة مرة من الصلاة في مسجده الشريف .
وهذا لأن ما هم فيه من الجهاد وإقامة دين الله والدعوة إليه ما يفوق فى أهميته وثوابه الكثير من الأعمال الأخرى .
وعلى هذا ، فينبغي على المرء أن يفقه ما هو واجب الوقت المكلف به .
-
الصبر
يقول المؤلف : ما تم عرضه عليك في هذا الكتاب لا يعدو أكثره فضائل أعمال يُعلم مقدار ثوابها ، وأما أصحاب البلاء والابتلاء والصابرون على ذلك فإنهم يثابون على ذلك بغير حساب ، قال تعالى :
( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ )
شىء أخير أحببت أن أنوه عليه ، وهو أن هذا الكتاب فضلاً عن أهمية موضوعه إلا أنه من الكتب النافعة المفيدة للكتاب الجيدين المُجيدين ، ولقد ذكرت فى كتابى ( تخليص الإبريز فى القراءة والتلخيص ) وهو كتاب ألفته عن أمثل طرق القراءة والتلخيص أنك لن تجد كتاباً نافعاً مفيداً لكاتب جيد مجيد إلا وستجد وراءه قصة أو حكاية أو هماً فكرياً استحوذ على ذهن الكاتب لفترة من الزمن طويلة أو قصيرة ، ولا ينعم المؤلف بالاستقرار الذهنى إلا إذا تناول الموضوع الذى أهمَّه من أبعاده المتعددة وزواياه المختلفة ، وسطر لنا عصارة فكره فى كتاب يُلقى به بين يدى قرائه كما يفضى الحبيب لحبيبه !! .. وقصة كتابنا هذا يرويها لنا المؤلف الذى يقول فى مقدمة كتابه :
فقد كانت بداية هذا الموضوع خاطرة واحدة دونتها منذ عدة سنين ، عند قراءتي في كتاب صحيح الجامع الصغير وزيادته الفتح الكبير ، للعالم الفاضل محمد ناصر الدين الألباني . وبعد مرور أشهر عديدة على ذلك ، وفي أثناء تقليبي لصفحات الكتاب مرة أخرى ، رأيت التعليق الذي دونته ، فكانت بداية فكرة تجميع الأحاديث النبوية الصحيحة في موضوع الأعمال المضاعفة التي تهدف إلى زيادة العمر الإنتاجى للمسلم .
وبعد طرح الموضوع عدة مرات على مجموعات عديدة من الناس ، وفي أماكن متفرقة كانت عناصر الموضوع تتداعى وتتضافر شيئاً فشيئاً حتى كان في ثوبه هذا الذي هو عليه الآن ولله الحمد . انتهى
لو أردت أن تحصل على نسختك المجانية من ملخص هذا الكتاب ، فيمكنك ذلك من خلال هذا الرابط :
ولو كنت من هواة المشاهدة ، فبإمكانك أن تطلع على الحلقة الأولى التى تتبعها سلسلة حلقات لاستعراض هذا الكتاب :