نحن فى عصارات الكتب نحاول أن نلخص الكتاب .. نعتصره .. نذكر النقاط التى يحويها .. ولكننا فى سياحتنا بين صفحات الكتاب نناقش الكاتب .. نحاوره .. نتفق معه .. ونعترض عليه .. ندلى بدلونا فى الكتاب .. نقيم الكتاب والكاتب .. أقدم خواطرى حول الكتاب وحول موضوعه ومدى إجادة الكاتب فى تناوله .. إننا ببساطة نتجول فى صفحات الكتاب ، ونلقى نظرة عامة عليه ..
الكتاب : 40 نصيحة لإصلاح البيوت لـ الشيخ / محمد صالح المنجد
أفعى الفساد تمشى وتسرى فى كل مكان وتأتى عند باب البيت وتقف !!
الضجيج والضوضاء والصخب الذى يزعجنا فى كل مكان يأتى عند نوافذ البيت وأبوابه ويخفت !!
نتعب فى الخارج ونكدّ ، ونجد راحتنا فى البيت ونهدأ !!
نتعرض للفتن فى الشوارع ، ونذكر الله ونستغفره ونتهجد له فى البيوت !!
هل أدركت الآن أهمية البيت فى حياة المسلم ، وأهميته فى إقامة دين الله فى الأرض .
ربما لأجل هذا ينبهنا سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم أنه إذا أحاطتنا الفتن من كل جانب أن :
أمسك عليك لسانك ، وليسعك بيتك ، وابك على خطيئتك
وهذا الموضوع الخطير هو الذى تدور حوله صفحات هذا الكتاب صغير الحجم ، ولكن ما أشد أهمية الموضوع الذى يناقشه ، وفق الله شيخنا محمد صالح المنجد لما فيه الخير والسداد .
الحمد لله الذى امتن علينا بالبيوت ، وصدق ربنا إذ يقول : ( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا )
نجد فى بيوتنا : السكن ، وراحة البال ، والسعادة بالاجتماع بالأهل والأبناء ، وجمع شتات النفس بالخلوة بها ، وتدبير الأمور ، وقضاء الحاجات من دراسة وقراءة ونظافة وراحة وخير كثير تعجز هذه السطور عن حصره .
إن بيت الوحد منا هو المكان لحفظ النفس ، والسلامة من الشرور وكفّها عن الناس ، والبيت هو الملجأ الشرعى عند الفتنة .
هل أبالغ إن قلت أن ملازمة البيوت قد يسهل على الإنسان دخول الجنة ؟
هذا ما أشار إلى قريب منه رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال : طوبى لمن ملك لسانه ، ووسعه بيته ، وبكى على خطيئته .
ولم الدهشة ؟! ، والشوارع – خصوصاً هذه الأيام – مليئة بالمنكرات والتبرج والمجون والتلوث والقذارة والضوضاء وكل ما يملأ النفس بالاكتئاب ويشحنها بالطاقة السلبية .
هنا يكون البيت هو الملجأ والملاذ ، وهو فى الحقيقة الملجأ والملاذ حتى فى ظل اختفاء كثير من السلبيات التى ذكرناها .
ألم تسمع إلى نهى النبى صلى الله عليه وسلم عن الجلوس فى الطرقات وزمانه خير زمان ومدينته المنورة من خير الأماكن وكأنه يرشدنا إلى ملازمة البيوت وعدم تركها إلا لحاجة ، ولما قال الصحابة الكرام له :
يارسول الله ما لنا من مجالسنا بد نتحدث فيها ، فقال : إذ أبيتم إلا المجلس ، فأعطوا الطريق حقه ، قالوا : وما حق الطريق يارسول الله ؟ قال : غض البصر ، وكف الأذى ، ورد السلام ، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر .
فعند التأمل نجد أن الضوابط النبوية للجلوس فى الطرقات تقلل كثيراً من الجلوس فيها وتدفع الناس دفعاً للمكوث فى البيوت ، لأن غالب من يمكث كثيراً بالشارع يمكث لعكس ما دعانا إليه النبى صلى الله عليه وسلم ، فهو يقلب نظره فى الغادين والرائحين ، والنساء والرجال ، وليس فيهم فحسب بل فيما يحملون فى أيديهم من أمتعة وفيما يقومون به من تصرفات !!
وهو لا يكف الأذى ، بل – بما يفعل – هو مصدر من مصادره .
وغير ذلك من الضوابط التى لا يكتفى – من يقضى وقته فى الطرقات – بعدم اتباعها ؛ بل يفعل عكسها وضدها ، ولو اتبعناها لقلَّ كثيراً وجودنا فى الطرقات والشوارع .
وبالتالى لما كان الأصل هو المكوث فى البيوت ، ولما كنا نقضى أكثر أوقاتنا فيها وخصوصاً فى الحر الشديد والبرْد الشديد والأمطار وأوّل النهار وآخره ، وعند الفراغ من العمل أو الدراسة ، فلابد – إذن – من صرْف هذه الأوقات فى الطاعات ، وإلا ستضيع فى المحرّمات .
بإمكانك عزيزى القارىء أن تطلع على ملخص أوفى لهذا الكتاب الرائع من خلال هذا الرابط :
كما يمكنك الاستماع إلى تلخيص مرئى للكتاب من خلال هذا الرابط :