لكل داء دواء يُستطبّ به إلا الحماقة أعيت من يداويها
الحماقة ضعف فى العقل ، والأحمق ضعيف فى عقله ، يغضب فى غير موضع الغضب ، ويضحك فى غير موضع الضحك ، ويضع الشىء فى غير مكانه ، وقد تحار فى التعامل مع هذا الصنف من الناس .
والمشكلة الكبرى مع الأحمق أنك لا تستطيع التنبؤ بأفعاله ، وبالتالى تصبح عاجزاً عن الإتيان بالفعل المناسب ، بل وقد لا تستطيع فى الكثير من الأحيان أن تتجنب حماقته ، إلا بتجنبه هو .
ولكى تحسن التعامل معه عليك بالتالى :
-
عليك أن تعرف أولاً .. من هو الأحمق ؟ وما هى علاماته ؟
الأحمق هو كل من أثار المشاكل حوله ، ولم يتجاوز عن الصغائر من الأمور ، ومن كان فاشلاً فى توصيل مُراده إلى غيره ، ومن ثار عليك بدون أن تعرف سبب ذلك ، ومن يتحاشاه الناس ، ومن لا يُتوقع أبداً أن يكون قيادياً فى وسطه .
إذا رصدت هذه العلامات فى شخص معين ، فذلك هو الأحمق ، وبالتالى فجهز نفسك لطريقة معينة فى التعامل معه .
-
عليك أن تعرف أيضاً أن كل ما يبدو من الأحمق من تصرفات غير لائقة مردّها إلى ضعف عقله .. اعرف هذا جيداً ؛ كى لا تظلمه كثيراً .
-
التزم الهدوء التام فى التعامل معه – فأنت تتعامل مع شخص ليس تاماً فى عقله – وحاول أن تتحمّل شروره فهو لا يقصدك بها متحدياّ إياك ، بل أحسن إليه ، وحاول إعلامه بما قد يكون خافياً عليه .. وكل ذلك بهدووء .
-
بعد بذل كل مجهود فى التعامل الهادىء معه .. لا تنفعل إذا أصابتك شظية منه ، بل تذكر ضعف عقله ، وحاول تركه مُردّداً :
لكل داء دواء يُستطبّ به إلا الحماقة أعيت من يداويها
ملاحظات :
-
الأحمق يختلف عن العصبى ؛ فالعصبى قد يبالغ فى إعطاء الأمر أكبر من حجمه ، أما الأحمق ، فهو قد يثور بغير سبب يستدعى غضبه .
-
الأحمق مثير للشفقة أكثر مما هو مثير للغضب ، وإذا عرفت ذلك فستعذره كثيراً ، وسيسهل عليك كظم غيظك عند التعامل معه .
-
النجاة التامة من شرور الأحمق متعذرة .
-
كل ما درسته وتعلمته من فنون التواصل يبقى محدود الأثر فى إجادة التعامل مع هذا الصنف من الناس .
-
الحمقى متمحورون حول ذواتهم لأن طوب الأرض أوشك أن يشكو منهم ، ومع ذلك تجدهم لا يكادون يغيرون من أنفسهم .
-
رغم المتاعب التى يسببها الأحمق ، إلا أنك قد تستمتع بأوقات صفاء معه .. فقط ، حاول أن لا تستغرق فيها ؛ لأنه سريع التقلب ، سريع التغير .
-
اصدقنى القول .. ألم تمرّ أنت بمواقف تبين لك فيما بعد أنها كانت تحوى قدراً كبيراً من الحماقة ؟!
-
التعامل الحسن مع الأحمق ليس ضعفاً منك ؛ بل فطنة وكياسة ، وهو – فيما بعد – قد يثمّن لك ذلك كثيراً .
-
برغم المتاعب الكثيرة التى يسببها الحمقى ، إلا أنهم خير من يتعامل مع المتعجرفين المتكبرين !!
-
إذا كان حسن تعاملك مع الأحمق مُغرياً له بإظهار مزيد من العصبية ، أو تحميلك فوق طاقتك استضعافاً لك أو غير ذلك مما ليس من مفردات الحماقة المذكورة آنفاً ، عند ذلك حاول إيقافه عند حده ، ولكن – ومرة أخرى – بهدوووء .
-
ستكون أكثر حماقة من الأحمق إذا حاولت أن تجادله وتناقشه بعقلانية ، فالأحمق – كما سبق – ضعيف فى عقله ، وقد يكون التلويح بالقوة على اختلاف أشكالها ودرجاتها ملائماً بعض الشىء للتعامل مع الأحمق .
-
ما يوشك أن يصيبنى أنا بالجنون أن بعض الحمقى يظنون فى أنفسهم الحكمة والعقلانية .
لو أحببت أن تسمع المقال بصوت محمد عطيتو ، فمن خلال هذا الرابط :