كل واحد منا عرضة لأن تضيع منه نقوده قلت أو كثرت ، لأسباب عدة منها : الغفلة والإهمال والنسيان ؛ أى نسيان المكان الذى وضعت فيه النقود خصوصاً إذا كنت خارج المنزل ، وأيا ما كان السبب فهو غالباً غير مقصود إذ من هذا الذى يريد أن يضيع ماله بكامل إرادته ، وعلى كل حال فالنقود قد ضاعت ، ولم تعد منذ اللحظة فى حيازتك ، فماذا أنت فاعل الآن ؟

  1. عليك أن تهدأ ، وتحاول أن تسترجع شريط ذكرياتك منذ أن كانت النقود فى حيازتك ، وحاول أن تحدد المكان الذى يرجى أن تكون فيه .

  2. وأنت تفعل ذلك ، فاعلم أنك أمام خسارة محققة أو مرجحة أو محتملة ، ومع ذلك فليكن ربحك فيها نيل الثواب من الله ، فهى مصيبة ولا شك وخصوصاً إذا كان المبلغ كبيراً ، وقل بكل يقين : اللهم أجرنى فى مصيبتى واخلف لى خيراً منها .

  3. إذا استطعت – بفضل الله ونعمته – أن تجد ما ضاع منك فبها ونعمت ، وإن كانت الخسارة غادرت طور الاحتمال والترجيح وأصبحت فى حكم الخسارة المحققة ، فحاول أن تقطع حبل أملك سريعاً فى أن تجد ضالتك ، وعند ذلك لا تبالغ فى البحث عنها والقيام بنفس ما قمت به ، فهى قد انطلقت إلى غير رجعة ، وغادرت بلا أمل فى عودة ، وإن حلمك بعودتها سيصبح حلماً سخيفاً لأن الاحلام السخيفة هى تلك التى لا سبيل إلى تحقيقها ، وحينها سيكون اليأس هو خيارك الوحيد ، فأقبل على تجرع الدواء مختاراً ، فإن هذا يخفف من مرارته .

ملاحظات :

  • هذه المواقف التى تمر بها فرصة ذهبية لأن تتعلم ألا تبكى على اللبن المسكوب .. فهذا المبدأ سهل جداً فى تعليمه ، صعب جداً فى تعلمه !!

  • لا تسرف فى لوم نفسك ، ولا تكثر من قول : ياليتنى فعلت كذا وكذا ، ولا تبالغ فى اتهام نفسك بالإهمال .. فإننا نجد أنه حتى المهملين يبدو عليهم شىء من توخى الحذر والحرص عند التعامل مع النقود ، وخير فلسفة تهون عليك مصابك أن ما حدث أمر قدره الله ولا راد لقضائه .

  • لا حق لك فى الحزن الكثير ، فغالباً ما سيكون المبلغ المفقود منك صغيراً لأن المبالغ الكبيرة تظل قابعة فى الغرف المغلقة والخزائن ، ولا يتم نقلها من مكان إلى مكان إلا بعد اتخاذ كافة إجراءات الاحتياط والأمان .

  • انظر حولك ، ستجد أن مصائب الدنيا كثيرة ، فالحمد لله ( أنها جات على قد كده ) .

  • إليك هذه المقولة الرائعة : لابد من الهدر وإن حرصت ، والنقص شيمة الدنيا وميزتها الكبرى . وإلا هل تعتقد أنك فى كل حياتك لن تمر بأمثال هذه المواقف ؟ هذا لا يكون ، وغير وارد .

  • قد تكون مقتنعاً بكل ما سبق ، وقد لا تكون فى حاجة لأن أذكرك به ، ومع ذلك تجد نفسك حزيناً ..لا تنزعج فهذا حزن مؤقت لا مناص منه ولا سبيل لتفاديه ، ولا ضرر منه طالما سيأخذ وقته وسيمضى شيئاً فشيئاً .

  • أن تضيع منك النقود بغير قصد أفضل من أن تضيع منك فى عملية نصب واحتيال ، فأن توصف بالإهمال والنسيان ونقص التحوط أهون من أن توصف بالسذاجة والعبط !! وإن كنا كلنا مررنا بمواقف فيها مثل هذه السذاجة وهذا العبط !!

  • لماذا يسهل عليك تقبل القضاء والقدر فى حادثة أو مرض ، ولا تتقبله فى موقف كهذا رغم أنه قد يكون بسبب نسيان ، وهى صفة طبع الله عليها البشر وقدرها عليهم .

  • أنت لا تدرى كيف يسير الله سبحانه وتعالى كونه ، فهذا المبلغ الذى ضاع منك قد يقع فى يد من هو فى أمس الحاجة إليه ، والأموال كالأيام يداولها الله بين الناس !! وإن كنت أوصيك ألا يتملكك الفضول والشغف فى محاولة التعرف على حكمة الله فيما حدث ، فهنا أنا مضطر أن أقول لك : مش شغلك .

 

لو أحببت أن تسمع هذا المقال بصوت محمد عطيتو ، فمن خلال هذا الرابط :

Load More Related Articles
Load More By محمد عطيتو
Load More In سلسلة كيف .. ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إقرأ أيضا

النقود والبنوك

  كيف نشأت النقود الورقية تاريخياً ؟ ورقة نقدية بمليون جنيه .. هل رأيتها من قبل ؟! أك…