لم يكتب الله العصمة لأحد من خلقه إلا الأنبياء ، أما نحن فالمرء منا يصيب ويخطىء ، ويحسن ويُقصر ، ويتقدم ويتأخر ، ويصحو ويغفل ، ويتذكر ويسهو .
فإذا حاولت أن تكون كاملاً فى كل أحوالك ، فقد طلبت المستحيل ، وحلّقت فى عالم الخيال الذى لا مكان له فى أرض الواقع .
وإذا كان سبيل الخروج من الأخطاء يكون بتحمل تبعاتها ، ومحاولة تصحيحها وإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، فما السبيل للاعتذار عن ذلك النوع من الأخطاء الذى يرتبط بالآخرين أكثر مما يرتبط بالنفس التى عليها فقط تقع تبعاته .
إذا وجدت نفسك قد ارتكبت بعض الأخطاء فى حق غيرك ، فلكى تزيل آثارها ، عليك بالتالى :
-
اعرف أولاً الطريقة المثلى فى إزالة الأخطاء من هذا النوع ، وهذه الطريقة نرمز إليها بما يعبر عنها بوضوح .. المسح بالأستيكة ، فلكى يلتئم الجرح ، عليك بإزالة الخطأ بل السعى فى إزالته تماماً .
-
إذا كان الاعتذار والرجوع عن الخطأ يتطلب بعض الحقوق المادية ، فهذا واجبه عليك ؛ فلا تتأخر .
-
إذا كان الاعتذار يتطلب ردّ اعتباره أمام الناس ؛ فلا تتباطأ ولا تتحرج .
-
اعتذر إلى من أخطأت فى حقه بوضوح ، وعبّر له بأرق عبارة تقديرك له وجهلك عليه ، وأنك ما وقعت فيما وقعت إلا على سبيل الخطأ غير المقصود .
-
تحمّل تمنّعه عليك إن حدث ، ومعاملته لك بتحفظ فى البداية ، خصوصاً لو كان خطأك فادحاً .
-
لو بدأ فى توجيه العتاب إليك ، فاستمع له بهدوء وصبر ، وتقبله بصدر رحب ، ولكن حاول أن تعلمه أنك ترى ما يراه ، وأن لا وقت للعتاب الآن ، بل للصفاء ، وإعادة العلاقة كما كانت .
نصائح عابرة :
-
إذا كان من المستحيل إحراز الكمال فى كل الأمور ، فإنه ممكن إلى حد ما فى بعضها ، وإذا كان من العسير تجنب الهفوات الصغيرة دائماً ، فإنه من اليسير تحاشى الكبائر العظيمة كثيراً .
-
ليس مشكلة كبيرة أن تخطىء ، ولكنها مشكلة كبيرة أن تتعمد الخطأ ، ولا تبالى بنتائجه .
-
لا تُحمّل نفسك فوق طاقتك ، فإذا كان الله يغفر ويرحم ، فحق على الناس أن يتحملوا أخطاءهم فى حق أنفسهم ، ويقبلوا اعتذارهم بعضهم لبعض ، أما إن لم يتم تقبل اعتذارك بعدما فعلت ما يرتاح له ضميرك ، فانصرف بهدوء ، واترك للزمن دوره فى أن يزيل الأحزان ، ويداوى الجروح ، واثقاً أنك فعلت ما عليك ، وواثقاً أن العلاقة ستعود كما كانت عما قريب إن شاء الله .
-
لا تعتقد أن العلاقة لن تكون كما كانت ، فقط حاول أن تكون ( الأستيكة ) قوية وفعالة !!
-
هيىء نفسك للاعتذار إذا أخطأت ، وتقبل اعتذار من أخطأ فى حقك ، فكل بنى آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابون .
إن البعد عما يوجب الاعتذار من الأخطاء أسهل من أن تخطىء وتعتذر ، فكن حذراً أن تقع فى الأخطاء ، وكن رحيماً بنفسك إن وقعت .
ولو كنت من هواة الاستماع والمشاهدة يمكنك الاستماع لهذا الفيديو الآن :