نحن فى عصارات الكتب نحاول أن نلخص الكتاب .. نعتصره .. نذكر النقاط التى يحويها .. ولكننا فى سياحتنا بين صفحات الكتاب نناقش الكاتب .. نحاوره .. نتفق معه .. ونعترض عليه .. ندلى بدلونا فى الكتاب .. نقيم الكتاب والكاتب .. أقدم خواطرى حول الكتاب وحول موضوعه ومدى إجادة الكاتب فى تناوله .. إننا ببساطة نتجول فى صفحات الكتاب ، ونلقى نظرة عامة عليه ..
الكتاب : الراهب الذى باع سيارته الفيرارى لـ روبن شارما
قرأت كتاب ( الراهب الذى باع سيارته الفيرارى ) ، ولم يعجبنى !!
والغريب أن الكتاب كما هو ظاهر على غلافه من الكتب الأكثر مبيعاً عالمياً !!
والذى لم يعجبنى فى الكتاب أن كاتبه روبن شارما يرى فى رهبان السيفانا أعلى جبال الهيمالايا منبع الحكمة وبحر الإلهام !!
وبحكم فخرى بأنى مسلم فإن لى رأياً آخر فيما يعتقده روبن شارما ، وعلى العموم فها هى بعض النقاط القليلة التى أعجبتنى فى الكتاب :
-
مقولة جميلة ملهمة : أحلام الحالمين العظماء لا تتحقق أبداً بل تتسامى دائماً !!
-
أعظم عبارات الكتاب ليست من بنات أفكار الكاتب ، وإنما نقلها الكاتب عن فكتور فرانكل الذى قال : النجاح مثله مثل السعادة يستحيل السعى وراءه بل يجب أن يأتى كنتيجة وهو ما يحدث حقاً ؛ إذ يأتى كأثر جانبى غير مقصود لتكريس المرء لقضية أعظم من نفسه .
وهذه العبارة نهديها لكل المهتمين بالتنمية البشرية .. ها هو فكتور فرانكل يلخص لكم القضية بأكملها : كرس نفسك من أجل قضية كبرى ووجه كل طاقتك لما تحب ولما تحسنه وستجد نفسك تطبق كل ما ذكر فى هذا الكتاب وكل ما هو مذكور فى كتب وكتابات التنمية البشرية ؛ ستجد نفسك تلقائياً تخطط ، ولا تنشغل بالأفكار السلبية ( كيف والقضة الكبرى النبيلة استحوذت على كل تفكيرك ؟!) ، وستجد نفسك تمارس الرياضة وتأكل طعاماً صحياً ، وتبتعد عما يهدر الوقت .
باختصار ستطبق كل ما قرأته فى كتابات التنمية البشرية بصورة عفوية تلقائية فى سياق سعيك لهذه الغاية الكبرى لأن الحاجة أم الاختراع ؛ إذ أنك ستجد أن كل هذا سيساعدك على تحقيق غايتك الكبرى ، والقضية الكبرى النبيلة هى فى ديننا : تحقيق العبودية ورضا الله وإعمار الأرض ونشر الحق والخير والعدل ومقاومة الظلم والدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، وكل ذلك فيما تحسن ومن خلال مجالك الذى اخترته .
-
مما ورد فى الكتاب من أمور مفيدة لم يسبق إليها الكاتب ، ولم يكن أول من أشار إليها : التنفس بعمق لأن هذا يغذيك بالأكسجين اللازم لعمليات الجسم الحيوية .. املاً رئتيك بالأكسجين ، لا تقتصر على التنفس الذى يبقيك على قيد الحياة .
-
أكثر من تناول الخضراوات والفواكه واجعل من السلطة طبقاً معتاداً على مائدتك واستبدل بالحلوى الفاكهة أو على الأقل قلل من الأولى وأكثر من الثانية .
-
تعرض لأشعة شمس الصباح ، ولا تتناول أى طعام بعد الثامنة مساءً لأن هضم الطعام سيؤثر على جودة النوم وتذكر أنك تحتاج إلى نوم هانىء أكثر من احتياجك إلى نوم طويل ، وست ساعات من النوم المتواصل أفضل من عشر ساعات من النوم المتقطع ، واستمع إلى ما يريح أعصابك قبل النوم مثل مجموعة من الأناشيد ، ولا تستمع إلى الأخبار قبل النوم ، بل كن فى أشد حالاتك سكينة واستعداداً للنوم فى الـ 10 دقائق التى تسبق النوم .
-
من النصائح القيمة التى وردت فى الكتاب ما يسميه الكاتب بطقس البساطة حيث يقول الكاتب : كف عن الرد على الهاتف كلما رن جرسه ، وتوقف عن إضاعة الوقت فى مطالعة البريد غير المرغوب فيه ، وتخلى عن عضوية نادى الجولف وامض وقتاً أطول مع أطفالك .
وأعتقد أنه إذا أردنا أن نضع كلمة جامعة للبساطة فستكون : استغن عن كل ما يمكن الاستغناء عنه ، إذا كان الالتفات له يكلفك أكثر مما ترجوه منه .
-
إن الحياة لا تعطيك دائماً كل ما تصبو إليه ، ولكنها دائماً ما تمنحك ما تحتاجه .. أو بالأحرى الله سبحانه هو من يقدر ذلك جل جلاله .
-
السعادة رحلة وليست وجهة ، والرحلة لا تقل روعة عن بلوغ الوجهة ولحظة تحقيق الهدف ، فلا تضحى بالسعادة من أجل الإنجاز ؛ بمعنى أنه فى أحيان كثيرة قد تسعى لتحقيق إنجاز معين فى وقت معين لإحراز السعادة التى تتمناها ، متوهماً أن السعادة باباً مغلقاً لن ينفتح إلا مع تحقيق الإنجاز فتظل مؤجلاً لكل ما من شأنه أن يسعدك لاهثاً خلف الإنجاز مضحياً بالسعادة التى هى كرفيق يرافقك حتى قبل وصولك لمحطة الإنجاز .
-
النجاح المهنى ليس هو كل شىء .. عندما تكون على فراش الموت لن تتمنى أن تمضى وقتاً أطول بالمكتب .
بإمكانك عزيزى القارىء أن تحمل نسختك المجانية من تلخيصى لهذا الكتاب لترى ما أختلف وما أتفق فيه مع الكاتب ، وذلك من خلال هذا الرابط :
الراهب الذى باع سيارته الفيرارى
كما يمكنك أيضاً أن تستمع إلى تلخيص مرئى بصوت محمد عطيتو من خلال هذا الرابط :
