الشيخ الشعراوى يعلمنا كيف نقرأ كتب التاريخ ..
نحن فى عصارات الكتب نحاول أن نلخص الكتاب .. نعتصره .. نستخرج أهم ما فيه .. نناقش الكاتب .. نحاوره .. نتفق معه .. ونعترض عليه .. لكن فى الفيتامين نحاول أن نستخرج الجوهرة المكنونة الموجودة فى الكتاب ؛ إذ لكل كتاب جوهرته ، قد ننسى ما قرأناه فى الكتاب لكن أبداً لا ننسى تلك الجوهرة ، والجوهرة إما فكرة جديدة نلتقطها لتحتل مكانها فى عقلنا وضميرنا ، وننطلق فى حياتنا بها أو رؤية تطبيقية لما استفدناه تنقله من عالم الفكر إلى عالم الواقع .. إنه الفيتامين ..
وعى يُشكّل وعلم يُفعّل
الكتاب : الغيب للشيخ / محمد متولى الشعراوى
من أعظم الأمور التى خرجت بها من هذا الكتاب : كيفية قراءة كتب التاريخ
والشيخ الشعراوى رحمه الله لم يذكر ذلك صراحة وإنما استنتجته من كلامه ، والخلاصة أن كتب التاريخ نوعان : الأول يهتم بمجرد سرد حوادث التاريخ ووقائعه ، وغالباً ما ينهج هذا النوع منهج التأريخ الزمنى ، والثانى : يهتم باستخراج الدلالات واستخلاص الدروس .
وبالتالى فإذا قرأنا فى التاريخ فيجب وفقاً لما سبق :
-
أن نحدد إلى أى نوع ينتمى الكتاب الذى بين أيدينا .
-
أن لا نستزيد من قراءة كتب النوع الأول ، فغالباً سنجدها متشابهة ، وما يهمنا هو أن نعرف كيف جرت الحوادث والوقائع ، بلا استغراق فى التفاصيل والجزئيات بل يجب أن تكون عيوننا طوال الوقت مستيقظة لاستنباط الرؤى العامة .
-
إذا اهتممنا بشىء فلنهتم بقراءة كتب من النوع الثانى الذى يحاول كاتبه استخراج الدروس والعبر والدلالات ، ورسم ملامح العصر الذى يتناوله بالبحث .
-
حتى لو اهتممنا بقراءة كتب من النوع الثانى ، فلتكن لكتّاب تعرف عنهم النزاهة والإنصاف والتجرد للحقيقة .