المغرور كالواقف على رأس جبل يرى الناس صغاراً ، ويرونه صغيراً ، وهو قد بنى حاجزاً بينه وبين الناس ، وفعل الناس مثله فبنوا حاجزاً بينهم وبينه .. أما هو ، فحاجزه أنه يرى نفسه دائماً أعلى منهم وأنه لا ينبغى له أن يجالسهم أو يكلمهم إلا من ” فوق ” ، أما هم فحاجزهم أنهم لا يتحملون ذلك الشخص ولا يرغبون فى مقاربته ، وتراهم يزهدون فى معرفته ، وقد جاء حاجزهم كردّ فعل على حاجزه !
وقد تجد نفسك فى يوم من الأيام تتعامل مع من هذا شأنه .. ولكى تنجح فى ذلك ، فإنى أنصحك بالتالى :
-
التجنب التام خير وسيلة للتعامل مع المغرور ، لأنك لن تطيب لك حياة مع من يرى نفسه محور هذا الكون . إن الحياة قائمة على الأخذ والعطاء ، وعلى رؤية النفس مع رؤية الغير معاً .
-
إذا دفعتك الظروف دفعاً للتعامل مع المغرور .. فاجعل تعاملك معه فى أضيق الحدود ، وعلى قدر الضرورة ، ويمكنك عندما تراه يتغنى بمآثره ومواهبه التى يزعم أنها لا توجد إلا فيه .. يمكنك مجاراته فى حديثه هذا بشرط ألا تنجرف فى هوة النفاق ، وبنية النجاة مما يسببه لك من صداع وضيق بسبب كلامه المكرر المُعاد .
-
لو طال تعاملك معه واقتربت من حصنه الذى بناه من المبالغات والأكاذيب ، فيمكنك وقد تعودت عليه وتعود عليك أن تلفت نظره إلى ما به من داء خطير عليه أن يتداركه قبل استفحاله .
نصائح عابرة :
-
كثير من الناس قد يبالغ فى الإعلاء من قدر نفسه – مستنداً إلى جانب كبير ملموس من النجاحات الحياتية والعملية – مما قد يتسبب فى أن يناله شىء يسير من الغرور .. هذا نوع يمكن تحمله ، ولا بأس من معاشرته . وإن كان هذا الشخص من الأحباء والأقرباء ، فجدير بك أن تلفت نظره إلى ما قد اقترفه من هنات صغيرة قد توجد فجوة بينه وبين الناس .
-
من الطرق غير المباشرة لنصيحة المغرور أنك تحدثه فى نفس سياقه الذى يتكلم فيه ؛ فإذا رأيته يتحدث عن موهبة معينة يظن أنه قد تفرّد بها ، فقد يكون مناسباً أن تحدثه عن أشخاص كثيرين رأيتهم قد رزقوا أيضاً هذه الموهبة وبرعوا فيها . ويستحسن ألا تفعل ذلك بإظهارك التحدى له ، وبهذه الحيلة ، فأنت تدفعه لرؤية العالم الذى طالما انشغل بنفسه عنه .
إن رؤية مغرور أمر يثير الحنق والمرارة والغيظ ، ولكن لا داعى لكل هذا الغيظ والحنق ، فبالتجنب التام للمغرور إلا عند الضرورة تستريح من التعامل مع هذا الصنف من الناس .
ولو كنت من هواة الاستماع والمشاهدة يمكنك الاستماع لهذا الفيديو الآن :
