لا تمرّ علينا الأيام صافية خالصة الصفاء ، جميلة باهرة الجمال ، وكل من يتغنى بجمال الحياة ، وأن لونها أصبح ( بمبى ) ، فهو – وبالضرورة – يقصد لحظات مؤقتة سرعان ما تنقضى ، أما الأصل فى الأيام أن فيها الخير والشرّ ، والحلو و المرّ ، والصالح والطالح ، وهكذا الناس أيضاً ، ليس كلهم ملائكة ، وإنما قد شُكّلت عجينتهم من الدقيق ناصع البياض ، والتراب حالك السواد !
وما من أحد إلا ومرّ فى حياته بمن يحاول أن يهضم حقه ، أو يتجاوزه ، أو يأخذ منه ما لا يستحقه .. وهكذا نشأت الخلافات بين الناس ، وللتعامل معها ، علينا بالتالى :
-
اهتم – فى البداية – بمعرفة ما لك وما عليك ، وما هو حقك ، وما هو واجبك ، وما الذى ينبغى لك أن تأخذه ، وما الذى ينبغى لك أن تعطيه .. فهذه الحدود ضرورية لوأد الخلاف ، أو لتقليل حدّته إذا حدث .
-
احرص على تعريف الطرف الآخر بذلك أيضاً ، وابذل كل جهد فى توضيح ذلك له .
-
أعلمه أن العلاقة بينك وبينه علاقة لابد أن يفوز فيها الطرفان معاً ، فنحن لسنا فى مباراة فيها فائز وخاسر ، ووضح له أنك حريص على حقك كما أنه حريص على حقه .
-
إذا رأيته بعد كل ذلك حريصاً على أخذ ما ليس له ، فهنا تشبث بحقك موضحاً أنه ليس هناك ثمة فرصة للتنازل عنه ، ولو أدى ذلك إلى إنهاء العلاقة .
نصائح عابرة :
-
تعوّد أن تجد فى حياتك من يحاول أن يظلمك ويتحامل عليك ، ويصعد عليك لبلوغ مأربه ، ولا يهمّه تألمك أو حزنك .
-
التضحية بحق النفس دائماً ليست تسامحاً ، ولكنها ضعف فى الشخصية ، وحياء فى غير محله .
-
المجاملات الفارغة التى يضيع فيها تحديد دور كل طرف بصورة واضحة ، سبب كبير فى حدوث الخلافات إذا حان وقت الحساب .
-
إعلامك الطرف الآخر بأن عليه أن يفعل كذا وكذا ليس تعدّياً عليه ، وإنما هو الصواب شاء من شاء ، وأبى من أبى .. فقط ، افعل ذلك بأدب .
-
هناك بعض العلاقات لا يجوز فيها إنهاؤها ، أو أن ثمن إنهائها فى غاية الكلفة لطرفيها .. هنا ، قد يكون من الحكمة التنازل – بصورة جزئية – عن حقك ، ولكن بعد الكثير من العناء للطرف الآخر ؛ كى لا يتعود على ذلك ، وليعلم أنه – رغم تنازلك – فإن لحمك مرّ !!
( وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا ) هكذا قال ربنا ، وسيظل التعامل مع الناس محنة طوال حياتنا ، والسؤال الذى أطرحه بين يديك : أتصبرون ؟!
هذا هو الحل ولا حل غيره ، وإن أكثر ما تضيع به وقتك هو كثرة الشكوى من الناس والاستغراب مما يفعلون بدون وجه حق ، فابتعد عن كثرة الشكوى ، وعليك بالصبر الجميل وانجح فى الامتحان الذى وضعك الله فيه ، فغداً تسرك النتيجة بإذن الله .
ولو كنت من هواة الاستماع والمشاهدة يمكنك الاستماع لهذا الفيديو الآن :