يوم من أيام العمر لا يُنسى .. ذلك اليوم الذى يجتمع فيه الإنسان بشريك حياته الذى طالما تخيله فى عالم الأحلام كأجمل وأنبل ما يكون إنسان .
خلق الله الإنسان وفى فطرته ألا يستغنى عن الناس عامة ، وعن نصفه الآخر خاصة ، فلو كان ذكراً ، فالأنثى هى جنته الموعودة ، ولو كانت أنثى ، فالذكر هو الحاضر فى الذهن لا يغيب .
ولا عجب فى ذلك ولا غرابة ، أن كلا النوعين يهفو لصاحبه ، لا عجب ولا غرابة أن الرجل يكتمل بالمرأة ، لا عجب ولا غرابة أن المرأة تكتمل بالرجل .. لا عجب ولا غرابة ، ونعلنها بأعلى صوت وأشد نبرة أن الرجال يحبون النساء ، والنساء يحببن الرجال .
ونحن هنا لا نقرر حقيقة قد عُرفت منذ وجد آدم وحواء على الأرض ، ولكننا يحلو لنا أن نتناول هذه العلاقة الفريدة ، ونتأمل فيما يحيط بها من ترقب وتلهف وشوق وأمل .
بل ندعو كل إنسان أن يتجاوب مع نداء الفطرة الكامن ، ويقضى الوقت فى البحث والتحرى عن قرينه الذى سيمضى معه بقية حياته كزوجين سعيدين متحابين متوادين .
وكى يعثر كل شاب على نصفه الآخر الذى لا تكتمل حياة بدونه ، فهو يسلك طرقاً معينة تتيح له أن يظفر بالشريك المنتظر .
وقد يكون من ضمن هذه الطرق أن يُرشح له المعارف والاصدقاء من يتوسمون فيهما أنه لا يصلح أحدهما إلا بالآخر .
وعلى صاحبنا المتلهف على الزواج أن يأخذ فى اعتباره كيف له أن يتعامل مع خطيبته المرتقبة :
-
لا تدع أى أحد يُرشح لك إلا إذا كنت واثقاً أن هذا الصديق أو القريب يعرفك جيداً ، ويعرف ماذا تريد .
-
حاول أن تحصل منه على أكبر قدر من المعلومات عنها : ما هو مؤهلها ؟ كم عمرها ؟ من أى عائلة هى ؟ أطويلة هى أم قصيرة ؟ أبدينة أم نحيفة ؟ .. إلخ . بل إذا استطعت ألا تمضى فى أى خطوة إلا بعد رؤيتها أولا فافعل .
-
اجعل هذا الوسيط يمضى معك فى الأمر فى بدايته ، واجعله بوابتك لأسرة الفتاة ، وتشاور معه فى ميعاد الذهاب لمقابلة الأسرة .
-
فى يوم المقابلة ، لابد أن تعلم هذه الحقيقة الأولية : الانطباع الأول يدوم طويلاً ، وهو بالغ الأهمية فى مثل هذه الأمور ، فحاول أن تجعل الانطباع الأول المأخوذ عنك جيداً من خلال طريقة هندامك ، ومن خلال ذهابك بهدية تكون لائقة فى مثل هذه المواقف ، كعلبة من الشيكولاته مثلاً أو ما شابه .
-
سيحدث أن تستقبل والد الفتاة وربما بعضاً من أقاربها ، صافحهم بترحيب بالغ واحترام واجب ، واجلس معهم قليلاً ريثما تأتى منْ يمكن أن تكون زوجتك فى قادم الأيام .
-
عندما تأتى الفتاة فحيِّها باحترام ، وحاول أن تتفحص ملامحها جيداً ، ويكفيك هنا : القبول لها بصفة عامة .
-
حاول أن تطرح معها العديد من الموضوعات التى تستكشف منها : طريقة كلامها ، أهم الأشياء عندها ، مدى تلبيتها وملاءمتها لشخصيتك ، مدى قدرتها على التكيف مع ظروفك فى المستقبل ، طموحاتها وأهدافها المستقبلية ، رأيها فى أحوال البلد والناس والحياة ، أفكارها وثوابتها العامة ، ما يغضبها ، ما يرضيها ، علاقتها بأفراد أسرتها وإخوتها وباقى عائلتها .
-
إذا أخذت انطباعاً أولياً عن فتاتك بأنها لا تصلح لك ، فحاول – رغم ذلك – أن تتحدث معها قليلاً ، وحاول أن لا تعرف هى ذلك أو أحد من أفراد أسرتها .. فقط حاول أن يكون كلامك عادياً دون إقبال عليها أو إعراض ، وعند انتهاء المقابلة أخبر وسيطك بذلك على الفور .
-
إذا كانت نتيجة المقابلة أن ( السنارة غمزت ) ، وكانت المميزات أكبر بكثير من العيوب ، فاستخر ربك ، وكلم وسيطك على الفور مخبراً إياه بموافقتك .
ملاحظات :
-
إذا اقترنت بزوجة مناسبة لك ، فاعلم أن الزواج فرصة عظيمة للترقى فى كل شىء ، فاستغلها بأقصى ما يكون الاستغلال بما يعود عائده عليك وعليها وعلى الناس بالخير العميم .
-
زوجتك نصفك الآخر وسكنك وحبيبتك وها هى روحك قد انقسمت نصفين : نصف عندك ، ونصف عندها ، فلا تظلمها ، ولا تهنها ، بل لا ترى منك إلا كل جميل ولا تعاملها إلا بكل احترام وحب وعطف وتقدير ، واعلم أن المرأة مخلوق رقيق : كلمة ترضيها ، وأخرى تغضبها ، فاحترس وكن حريصاً مشفقاً عليها ، ورفقاً بالقوارير .
-
بمجرد أن تدخل بيت فتاتك ، فلتكن عينك على كل شىء ، واعلم أنك أمام مصادر كبيرة للمعلومات تظهر فى : شكل البيت ، أفراد الأسرة والعلاقة فيما بينهم ، طريقة استقبالك ، وافهم أن ما يظهر أمامك يدلّ – ولابد – بدرجة أو بأخرى على طبيعة هذه الأسرة ومدى ملاءمة ابنتهم لك .
-
هناك أشياء يمكن لك أن تتغاضى عنها ، وهى ما يدخل فى نطاق الاختلاف المحتمل .. إذا رأيت هذه الأشياء فلا تنزعج ، واعلم أنك ستجدها حتماً ، وأن الكمال مفقود .. فقط حاول أن تعرف ما الذى لا تقبل فيه التنازل أبداً .
-
يفضل أن لا تتجاوز مقابلتك للفتاة أكثر من ثلاثة أرباع الساعة ، أما مقابلتك مع أسرتها فى البداية ومحاولتك التعرف عليهم ، فدعها تسير كيفما اتفق .
-
حاول أن تكون لماحاً ، واطرح أسئلتك فى صورة أسئلة مفتوحة ، بل فى صورة جمل خبرية ؛ لأن السؤال يثير الارتباك والاضطراب ، وحاول أن تتكلم فى موضوع دون إعطائها الفرصة لمعرفة مرادك منه .
-
أثناء مقابلتك مع فتاتك ، دع لها فرصة التعرف عليك أنت أيضاً .
-
لا تنتظر أن تكون منبهراً بفتاتك أو بأسرتها ، وارض بدرجة تتراوح بين القبول العام والإعجاب الملحوظ ، واعلم أن الزواج إذا حدث ، فإن انجذاب الذكورة للأنوثة ، والأنوثة للذكورة ، والاهتمامات المشتركة بين الزوجين ، والطموحات المتشابهة ، ستجعل حياتك واحة غناء تستريح فيها من متاعب الحياة ومشقتها .
لو كنت من هواة الاستماع فبإمكانك الاستماع للمقال من خلال هذا الرابط :