الحمد لله هذه حياتى

الإمام الدكتور/ عبد الحليم محمود

 

كان هذا الكتاب القيم هدية أهداها إياى صديقى المقرب وأخى الكبير الأستاذ / محمود فتحى تهنئة لى بزواجى ، وأنا أهدى له ولكم هذه العصارة اللذيذة !!

والفائدة المنتظرة من وراء هذا الكتاب هى السياحة فى حياة رجل كان عنوان الكتاب الذى ألفه ليحكى فيه عن سيرته الذاتية هو : ” الحمد لله “ هذه حياتى !!

 بطاقة الكتاب :

 

الحمد لله هذه حياتى اسم الكتاب
عبد الحليم محمود المؤلف
دار المعارف دار
186 عدد الصفحات
محمد عطيتو تلخيص

 

كيف تبلورت فكرة كتابة كتاب عن السيرة الذاتية للإمام ؟!

كان الباعث الذى دعا الإمام/عبد الحليم محمود إلى كتابة سيرته الذاتية أنه في الثالث والعشرين من شهر شوال سنة 1395هـ , الموافق الثامن والعشرين من أكتوبر سنة 1975م , كان الإمام في طريقه إلى الهند , وبينما هو في الطائرة , إذ كان يتأمل ما سبق من حياته , ويأخذ في ترديد كلمة ( الحمد لله ) .

وهنا لمع في ذهنه خاطر تأليف كتاب يعترف فيه بنعمة الله وفضله .. فكان كتاب ( الحمد لله هذه حياتى ) !

ويرى الإمام أن حياة كل إنسان فيها ما يُمكن أن يقال للآخرين بهدف إفادتهم , أو تسليتهم تسلية لا تكون مضيعة للوقت .

ويقول الإمام أن هذا الكتاب عرض لتاريخ حياته الفكرية على الخصوص .. فالكتاب قصة فكر قبل أن يكون قصة حياة .

ولقد حاول صاحب الكتاب أن يصل جاهداً إلى الصراط المستقيم , وأن يشرح في كتابه هذا ما وصل إليه للناس .

عن الحمد ..

افتتح الإمام كتابه بفصل عن الحمد .

الحمد لله ربّ العالمين , أى الحمد لله المربىّ لجميع العوالم , السائر بهم نحو الكمال بحسب استعداد كل منهم , واستجابته . ومن أجل ذلك , بل من أجل كماله سبحانه في نفسه , كان له الحمد في السموات والأرض , وكان له الحمد في الأولى والآخرة .

ومن أجلّ أنواع الحمد , وأرقها , وأرقاها , وأنفسها : الحمدلله من أجل كمال الله سبحانه .. (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا)

ويلى ذلك : الحمد على نعمة الهداية , وعلى إنزال مصدرها ومنبعها , القرآن الكريم .. (الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا)

ثم الحمد على النعمه العامة .. (الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ) .

ثم الحمد على النعم الخاصة , وهى كثيرة (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّـهِ لَا تُحْصُوهَا) , (وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّـهِ)

بل إن الحمد هو آخر دعاء أهل الجنة : (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّـهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)

ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قال لا إله إلا الله كتب له عشرون حسنة , ومن قال الحمد لله رب العالمين كتب له ثلاثون حسنة .

وهذا الحديث هو في الذى يقولها من المؤمنين مؤتجراً طالباً ثواباً ؛ لأن : الحمد لله رب العالمين في ضمنها : توحيد وحمد , وفى قول : لا إله إلا الله : توحيد فقط .

فأما إذا نظر إلى موضعهما من شرع الملة ومحلهما من دفع الكفر والإشراك , فلا إله إلا الله أفضل ( أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلى لا إله إلا الله ) .

والحمد معناه ( الثناء الكامل ) , والألف واللام فيه لاستغراق الجنس من المحامد , وهو أعم من الشكر, لأن الشكر قد يكون نتيجة فعل جميل يسدى إلى الشاكر , أما الحمد ففيه هذا المعنى , وفيه أيضاً : الحمد المجرد وهو ثناء بصفات المحمود من غير أن يسدى شيئاً .

يقول الإمام في نهاية الفصل : وأخيراً .. فإنه ينبغى – متابعة للنسق القرآنى – أن يفتتح المسلم كل عمل من أعماله الخيرة بقوله : الحمد لله .

وأنا أبدأ في هذا الكتاب ( الحمد لله ) وأسير فيه مردداً ( الحمد لله ) وحينما أنتهى منه فإنى أتابع أهل الجنة (وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) .

رؤية الإمام لنفسه وحياته ..

عندما يرمق الإمام حياته بنظرة عامة , فلا يسعه إلا أن يقول : الحمد لله .

يقول الإمام في حمد لله ورضا بقضائه وقدره : وإذا خيّرت الآن – وقد تخطيت الخامسة والستين – في الحياة التى أتمناها , لم أختر سوى حياتى , التى عشتها , لم أختر سواها في جملتها .

يحمد الإمام ربه أن ولد في صحة لا بأس بها .. معافي سليماً بريئاً من السمنة والنحافة , ومن الطول والقصر , ومن السمرة الداكنة والبياض الأشقر ..

ويحمد الإمام ربه أنه لم يصب بأى مرض خطير طوال حياته .

وهو يرى نفسه وسطاً في كل شئ حتى في الذكاء , فلم يكن – كما يقول – حاد الذكاء ..

وعدم حدة ذكاء الإمام جعلت حياته خالية من تدبير المكائد والمؤامرات لأى أحد . وإن كان الإمام ليس حاد الذكاء , فهو ليس  بليداً , ولقد كان ترتيبه في الدراسة في أوائل المتوسطين .. وهو ترتيب يحمد الله تعالى عليه .

يحمد الإمام ربه على أسرته , وعلى والده , ووالدته ..

ويحمد الإمام ربه على محل نشأته في عزبة ( أبو أحمد ) فهى منطقة مخضرة جميلة , وأمام بيتهم حديقة صغيرة من أشجار الليمون والمانجو تحفها أشجار النخيل .

وكم كان يجلس تحت شجرة الليمون يقرأ ويذاكر .

كما أنه يحمد ربه على محافظته , وهى محافظة الشرقية , والتى يتسم أهلها بطيبة القلب وصفاء النفس والكرم ..

ولقد ترعرع الإمام في أسرة كانت متلهفه عليه , ومتلهفة على الولد الذكر , فقد سبقته أختان , وولد مات صغيراً .

ولا يذكر الإمام من أيام طفولته الأولى إلا مرحلة الكتاب , تلك المرحلة التى انتهت بحفظه للقرآن الكريم .. وكان يوماً مشهوداً , فرح فيه والده فرحاً كبيراً , وكان البيت كله في بهجه وسرور .

ويرى الإمام ضرورة الزواج المبكر ، فلقد تزوج وعمره ثلاث عشرة سنة !!

تعرف على رحلة الإمام فى طلب العلم ؟

بدأ الإمام الدراسة في مسجد إبراهيم أغا في سن مبكرة .

ويشدد الإمام على أهمية تلقى العلم فى المسجد ، فهناك فرق هائل بين تدريس التفسير, والحديث , والفقه , في المسجد , وبين تدريس هذه العلوم في غرفة في مبنى لا يشع منه ما يشع في المسجد من نور الإيمان , وجلال المكان , وعبير العبادة .

يقول الإمام : إن حياة المسجد بالمعهد , وحياة المعهد بالمسجد , وينبغى أن يعود الارتباط بينهما وثيقاً كما كان .ا.هـ.

ثم قضى الإمام عامه الثانى بالأزهر في مسجد ( المؤيد ) .

وفي السنة الثالثة : انتقل الإمام إلى ( معهد الزقازيق ) الذى أنشئ ليكون فرعاً للأزهر بالشرقية .

وقد انتهت السنه الثالثة والسنة الرابعة بمعهد الزقازيق , وفى هاتين السنتين اجتهد الإمام في العلم اجتهاداً كبيراً , وحصل على قدر من العلم ( بدراسته الذاتية ) يفوق ما عند نظائره من الطلاب .. فلما انتقل إلى السنة الأولى من القسم الثانوى لم يجد الإمام في الدراسة جديداً , وكان نظام الأزهر حينذاك يبيح للطالب بالسنة الأولى الثانوية أن ينتقا مباشرة لامتحان الشهادة الثانوية الأزهرية من الخارج .

ففصل الإمام نفسه من الأزهر , وتقدم لامتحان الشهادة الثانوية , ولم يخبر أحداً من أسرته ! واعتكف في المنزل يواصل الليل بالنهار في الدرس والمذاكرة وكانت النتيجة أن رسب كل الطلاب المتقدمين إلا واحداً , فإن له دوراً ثانياً في النحو والصرف , وهذا الطالب هو (عبدالحليم محمود) .

وهنا سأل الإمام نفسه سؤالاً : ماذا أفعل في النحو والصرف؟

ثم قال أن النحو والصرف لا يخرجان عن ( ألفية ابن مالك ) فحفظها عن ظهر قلب , وتقدم للامتحان واجتازه بيسر وسهولة .

وبعد ذلك عرف والده بما حدث , ورضى عنه وعن صنيعه .

وبعد ذلك عاد الإمام إلى القاهرة , في المسجد الشريف ( الأزهر ) .

ومكث في الدراسة أربع سنوات , كان في أثنائها متصلاً اتصالاً كبيراً بالجو الثقافى في الأزهر, وفى خارج الأزهر .

ثم حصل الإمام على العالمية , وكان والده يحب أن يراه مدرساً للأزهر , ولكنه فوجئ برغبته الملحة في السفر إلى فرنسا , وحاول أن يثنيه عن عزمه , ولكنه فشل , وسافر الإمام إلى فرنسا .

من هم شيوخ الإمام ؟

كان أساتذة الإمام في الأزهر: الشيخ/محمود شلتوت , والشيخ/حامد محيسن , والشيخ/سليمان نوار , والدكتور/محمد عبدالله دراز , والشيخ/محمد عبداللطيف دراز , والشيخ/الزنكلونى , والإمام الأكبر الشيخ/محمد مصطفى المراغى , والإمام الأكبر الشيخ/ مصطفى عبد الرازق .

كان الإمام عبد الحليم محمود ابناً باراً للأزهر , ولكنه كان يحرص على حضور المحاضرات خارج الأزهر .

كان يذهب إلى جمعية الشبان المسلمين , ويستمع إلى محاضرات الدكتور/ أحمد محمد الغمراوى رحمه الله عن الإسلام والعلم .

كان يتردد الشيخ أيضاً على جمعية الهداية الإسلامية , وكان رئيسها الشيخ/محمد الخضر حسين الذى صار شيخاً للأزهر .

تعرف الشيخ أيضاً على الأستاذ الكبير/محمد فريد وجدى .

الإمام فى فرنسا ..!!

ياله من شعور عميق بالسعادة سكن وجدان الإمام , وهو يجد نفسه بين السماء والماء  في طريقه إلى فرنسا وهو على الباخرة , لقد قضى أيام السفر هذه في التأمل .. نزل الإمام ( مارسيليا ) , وهناك رأى السرعة في كل اتجاه , ونشاط الحركة  في كل ناحية , كما لاحظ النظافة : نظافة الشوارع , ونظافة المحالّ , ونظافة الناس جميعاً ذكوراً وإناثاً , صغاراً وكباراً .

وتجتمع النظافة مع التنسيق والتناسق , فيبدو الجو كله فتنة للناظرين .

وينوّه الإمام أنه إن لم يكن الشاب محصّناً بالإيمان والخلق , فسينزلق – لا محالة – إلى الإثم , فقد رأى من بعض من سافر معه أنه بمجرد نزولهم مارسيليا , سعى إلى إقامة علاقات ببعض الفتيات .

كما يطالب الإمام بمنع سفر الفتيات , ويعلل ذلك بأن في مصر كل ما تحتاجه الفتاة من العلم , أما التخصص الدقيق في بعض جوانب المعرفة  فيرى الإمام أننا في غنى عنه بالنسبة للفتيات .

ولقد بدأ الإمام الدراسة في فرنسا على نفقته الخاصة منذ عام 1932 إلى عام  1938, حيث ألحق بعد ذلك بالبعثة الأزهرية , وكان قد فرغ من الليسانس , وبدأ يفكر في رسالة الدكتوراه .

عما كانت رسالة دكتوراه الإمام ؟

فكر الإمام في موضوع يتصل بفن الجمال , ثم عرضه على المختصين فرفض , ففكر في موضوع  يتصل بمناهج البحث فرفض أيضاً , وكان يرى أن أسباب الرفض مقنعة تماماً له .

وفى النهاية تناول الإمام موضوع ( التصوف الإسلامى ) عن الحارث بن أسد المحاسبى , وكتب رسالته فيه , وقدر الممتحنون لها درجة الشرف الأولى (الامتياز) .

وها هو الإمام يناقش بعض ما ورد في رسالته :

نشأ المحاسبى , وفى العالم الإسلامى قوتان هائلتان تصطرعان :

  • أهل السنة , ويمثلهم الإمام أحمد بن حنبل .

  • المعتزلة , ولهم ممثلوهم في البصرة والكوفة وبغداد .

وحاول المحاسبى أن يكون وسطاً بين الفريقين .

لقد هاجم المعتزلة هجوماً عنيفاً , وألف كتاباً كان من بين أهدافه الرد عليهم , وسمّاه ( فهم القرآن ) .

لقد رأى في نزعتهم العقلية طغياناً لا يتناسب ومقام العبودية , ورأى أن نزعتهم تحكّم العقل في القرآن , وتجعله يسيطر على النص , وكأن العقل هو قائد النص وليس العكس .

والعقل مهما كان شأنه لا يفيدنا بشئ في عالم ( الغيب ) أو ماوراء الطبيعة , إن نشاطه كله في عالم المحسوس .

لذا , كان لا بد من إخضاع العقل للنص .

ودخل المحاسبى المعركة , وراح يتحدث في الورع والزهد والخشوع , وهيبة الله وجلاله وعظمته ومحبته والأنس به والقرب منه .

يقول الإمام في كلام تنضح عليه مصطلحات المتصوفة “بتصرف” : .. ووصل المحاسبى إلى المعرفه الحقة , فأعلى طريقها , وطريقها ليس حساً يخطئ , وليس عقلاً يضل , وإنما هو : بصيرة وضاءة , وروح صافية .

واستمرت الخصومة بين النصيين , ويمثلهم الإمام أحمد ، والبصيرين (نسبة إلى البصيرة !! ) ويمثلهم الإمام المحاسبى , والعقليين ويمثلهم المعتزلة . ا.هـ.

ثم تسلسلت فكرة المحاسبى , وتمثلت خير تمثل في الإمام ( الغزالى ) ثم في بقية الصوفية من بعده , ويرى الإمام أن من الممثلين لها في عصرنا هذا المرحوم الشيخ/ عبدالواحد يحيى .

وتسلسلت فكرة الإمام أحمد , فتمثلت في الإمام ابن تيمية الذى وضع لها المنطق , وأرسى لها القواعد والأصول , واستمرت قوية إلى عهدنا الحاضر , وكان يمثلها المرحوم الشيخ/رشيد رضا تمثيلاً قوياً .

وتسلسلت فكرة المعتزلة راكدة حيناً , وقوية حيناً آخر, حتى كان جمال الدين الأفغانى فدفعها دفعاً قوياً إلى عالم الظهور .

وكان الشيخ/محمد عبده من أهم العوامل في نشرها , ملطفة خفيفة تكاد تخفى , أو تكاد تلبس ثوب السلفية .

وحمل اللواء من بعده المرحوم الشيخ المراغى , والمرحوم الشيخ مصطفى عبدالرازق , وفكرة الإمام محمد عبده تتمثل فيها حقيقة لا في الشيخ رشيد رضا كما يظن كثير من الناس .

ويرى الإمام أن هذه القوى الثلاثة تتصارع حتى عهدنا هذا , وهو يعتقد أنها ستستمر, لأنها تمثل نزعات فطرية عند الإنسان , فمن الناس من هو واقعى يتجه إلى النص , ومنهم من تتملكه النزعة العقلية , ومنهم من هو  رقيق الشعور, مرهف الحس , ملائكى النزعة , فهو بصيرى أو صوفى .

ولذلك يرى الإمام أنه طالما يوجد على الأرض بشر , فإن هذه النزعات سيكتب لها البقاء , وهو يرى خطأ من يحارب التصوف أو الاعتزال أو أهل النص , ويرى أن القضاء على أى اتجاه محاولة فاشلة .

كان الإمام المحاسبى ابناً لرجل يقول بالقدر , ورفض المحاسبى أن يأخذ شيئاً من ميراث أبيه ( البالغ سبعين ألف درهم ) تورعاً وزهداً من ناحية , وتوسعاً في تطبيق القاعدة الإسلامية التى تحرم التوارث بين أهل دينين مختلفين .

وكان الإمام المحاسبى حائراً من كثرة التيارات الفكرية الموجودة وهو الذى يعلم أن فرقة واحدة ناجية , فلم يزل برهة من عمره ينظر اختلاف الأمة , ويلتمس المنهاج الواضح , والسبيل القاصد , ويستدل على طريق الآخرة بإرشاد العلماء , وهاله كثرة الفرق , ومن يطلبون الدنيا , ثم أطال النظر , وتوصل إلى طريق الهدى والرشاد وهو في كتاب الله تعالى , وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم , ورأى إجماع الأمة أن اتباع الهوى يعمى عن الرشد , ويضل عن الحق , ويطيل المكث في العمى !

فبدأ في إسقاط الهوى من قلبه , وتجرد للحق يطلبه , ولم يجده إلا في تقوى الله وطلب الآخرة .

وهكذا أثر الإمام المحاسبى في البيئة الإسلامية تارة لكونه قدوة وأسوة , وتارة أخرى باعتباره عالماً باحثاً .

ولقد قدر بعضهم كتبه بمائتى مصنف , حسبما روى السبكى في ( طبقات الشافعية ) , والمناوى في ( الكواكب الدرية ) .. وهذه الكتب في أغلبها الأعم في هداية النفوس , وترقيق القلوب أى في علم التصوف والسلوك .

وكانت للمحاسبى كتب في الكلام , وكان يعارضه الإمام أحمد لا في العقيدة , وإنما في الطريقة التى ينصر بها الدين .

ويعد كتاب ( الرعاية لحقوق الله عز وجل ) أكبر كتب المحاسبي وأشهرها , وكذلك رسالته ( التوهم ) .

وفى هذا الكتاب الكبير ( كتاب الرعاية ) , بلغ المحاسبى في تحليل نزعات النفس , ونزعات الهوى حداً لا يجارى .. يقول الأستاذ ( مسينيون )عن هذا الكتاب :

إن المحاسبى سما فيه بالتحليل النفسى إلى مرتبة لا تجد لها مثيلاً في الآداب العالمية إلا نادراً .

ويعد الإمام الغزالى , وإن لم يكن قد رأى المحاسبى أو التقاه لأنه جاء بعده , تلميذ المحاسبى الأكبر , وقد نقل في كتابه ( الإحياء ) كثيراً من آراء ونصوص المحاسبى .

بل يقول عنه الغزالى : المحاسبى خير الأمة في علم المعاملة . وله السبق على جميع الباحثين عن عيوب النفس, وآفات الأعمال , وأغوار العبادات , وكلامه جدير بأن يحكى على وجهه .

ولقد ذكر الإمام المحاسبى كلاماً جميلاً عن التوكل خلاصته : أن التوكل هو إقامة الطاعة الناتجة عن اليقين بما عند الله  , وعدم أخذ الشئ إلا مما أباحه الله .

أما ما في طباع البشر من محبة الكثرة , وتعجيل الوقت , فهذا لا يرفع عنهم صفة التوكل التى لا ترفع إلا بارتكاب محرم , أو الأمل في مخلوق دون الخالق .

كيف تعرف الإمام على الشيخ/عبد الواحد يحيى ؟

كانت بداية معرفة الإمام بالشيخ/عبدالواحد يحيى من خلال صديق مشترك هو( بول ريفوليتى ) وهو من الروس البيض , الذين هاجروا إلى باريس , إذ أعطى الإمام كتاباً هو ( صوفية دانت ) وطلب منه أن يوصله للشيخ عبدالواحد يحيى في مصر, إذ كان من المقرر عند الإمام أن يسافر غداة ذلك اليوم الذى تناقش فيه رسالته .

تعرف على خلاصة تجربة الإمام/عبد الحليم محمود فى الحياة ..؟

يعرض الإمام في فصل ( التجربة الكبرى ) خلاصة تجربته في الحياة , وهى تجربة الهداية .

لقد قضى الإمام أيام طفولته في بيت متدين , وفى عائلة متدينة , وتعلم في الأزهر , ثم كانت النقلة المفاجئة إلى فرنسا , وانبهر الإمام بالحضارة الأوربية في مظهرها الخارجى الذى يتمثل في النشاط والنظافة والذوق .

ولكن الإمام لم يجد نفسه قد ذاب في هذه الحضارة , بل كل هذا الانبهار جعله يعود إلى المفاهيم الإسلامية في النظافه والجمال .

إن الله جميل يحب الجمال

إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً

وقوله تعالى : ( خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ )

وقوله تعالى : ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّـهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ )

وكان الإمام يعود فيقول : أنه مادام الإسلام  حث على هذه  المفاهيم في قوة , فإننا سنصل إليها قريباً إن شاء الله .

ويرى الإمام أنه من خلال تجربته في تلقى العلم في فرنسا فإنه رأى أن علوماً كـ ( علم النفس وعلم الاجتماع ) ومادة الأخلاق , وتاريخ الأديان .. رأى أن الرؤية المادية تسيطر على الأساتذة الذين يدرسون هذه العلوم , بل إن هذه المواد كان يتزعم دراستها وتدريسها الأساتذة اليهود .

ويخلص الإمام إلى هذه النتيجة : وهذه العلوم بالذات وفروعها تتكاتف لتقود الإنسان متعاونة متساندة إلى الإلحاد .ا.هـ.

وإن القول بوجود وحى  من السماء , ووجود نبوة أمر لا يقول به أى من الأساتذة . وأن الدين  فيما يزعمون له نشأة إنسانية واجتماعية , وليس له أى أصل سماوى .

ومن هنا كانت الظاهرة التى تجدها في طلبة الجامعات في أوربا من الاستخفاف بكثير من العقائد ، وبكثير من القيم ، وينتهى الطالب بالإلحاد ، أو على أقل تقدير ينتهى بالإيمان الكامن الذى لا فاعلية له , ولا تأثير في سلوك الإنسان .

وانتهى الإمام إلى أن هذا المنهج المتبع هو المنهج اليهودى القائم على التشكيك في القيم والمثل والعقائد والأخلاق ! فيصبح المجتمع شاكاً , مليئاً بالفتن , وذلك سبيلهم إلى السيطرة .

لأنك إن أنكرت وحى السماء , فإنك تنكر صفة الثبات والإطلاق , وبالتالى تصبح الأخلاق متغيرة نسبية , ومعنى هذا أن فضيلة كـ (الصدق , أو الشجاعة , أو العفة) قد تصبح رذيلة في يوم من الأيام , أو قد يصبح الانسلاخ منها أمراً ليس مذموماً .

ولم يكن من السهل على الإمام الاستمساك الواثق بالقيم والمثل التى نشأ عليها , ولولا عون الله وتوفيقه لصار واحداً من هؤلاء الألوف الذين يدرسون في الجامعات الأوربية ثم يخرجون منها , وقد تحطمت في نفوسهم  المثل الدينية الكريمة .

ثم كان أن اهتدى الإمام إلى أن يدرس موضوع التصوف الإسلامى في مرحلة الدكتوراه , وانغمس في جو الحارث بن أسد المحاسبى الذى مر هو الآخر بفترة حيرة وضيق من اختلاف الآراء وتفرقها , ووجد عنده الهدوء واليقين .

وانتهى الإمام من دراسة الدكتوراه , وهو يشعر شعوراً واضحاً بمنهج المسلم في الحياة ..

وهو منهج الاتباع

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كلمة موجزة عن هذا المنهج هى إعجاز من الإعجاز , إنه يقول : اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم .

وبعد أن وقر هذا المنهج في شعور الإمام , واستيقنته نفسه , أخذ يدعو إليه كاتباً ومحاضراً ومدرساً , ثم أخرج فيه كتاباً خاصاً ه و: التوحيد الخالص أو الإسلام والعقل .

ويعتبر الإمام أن هذا الكتاب هو خلاصة تجربته في حياته الفكرية .

وكل ما كتبه الإمام عن التصوف , وعن الشخصيات الصوفية , فإنما يسير في فلك هذا المنهج : منهج الاتباع .

وهذا المنهج لو سلكه المسلم , وسار فيه المسلمون , فإن الله  تعالى يكتب  لهم الهدوء والطمأنينة والسعادة , وصدق الله تعالى إذ يقول (وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّـهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) .

وانطلاقاً من هذا المنهج يرى الإمام وجوب مقاومة الغزو الفكرى في العقائد , والتشريع ونظام المجتمع , ويرى الإمام في كليات الحقوق أن دراستها كلها غزو فكرى , واستعمار فكرى , وأنها أثر من آثار الاستعمار , زال الاستعمار, ولم تزل هى .

ويجب علينا مقاومة الغزو الفكرى حتى يتم القضاء عليه والتغلب عليه , وبالتالى تكون لنا شخصينا وذاتيتنا الإسلامية النابعة من اتباع منهج السعادة .. منهج الاتباع .

 

فوائد متفرقة من كتاب ( الحمد لله هذه حياتى )

ليس من المستغرب بالنسبة لرجال الفكر والعلم والأدب والدين أن تكون حياتهم حياة فكرية ، وأن يغلب هذا الجانب فى حياتهم على بقية الجوانب الأخرى التى يشتركون فيها مع بقية الناس .

ولقد وجد الإمام نفسه وهو يحكى سيرته الذاتية يستطرد ويتطرق إلى ذكر بعض الأمور الأخرى ، والفوائد المتفرقة والتى ليس لها صلة مباشرة بسيرته الذاتية .

تعرف على منهج ( ابن سينا ) فى تأليف الكتب ؟

كان الإمام/عبد الحليم محمود يتبع منهج ( ابن سينا ) فى تأليف الكتب .

وقد كان ابن سينا حينما يعزم على تأليف كتاب .. كان يعتكف يومين أو ثلاثة فقط اعتكافاً كاملاً أو شبه كامل , ويأخذ في وضع عناوين للأجزاء , ثم في وضع عناوين للأبواب , والفصول ، تاركاً فراغاً بين الفصل والفصل بما يقدّر أنه يكفى للفصل , ثم يأخذ في وضع إشارات سانحة لما عساه أن يكون فقرات .

ويخرج من معتكفه معتبراً أن كتابه قد انتهى , وبعد ذلك يحمل معه الكتاب أينما سار . فيكتب حسبما تتيح له إمكانياته واستعدادته وخواطره , في أى فصل من فصول الكتاب .

وقد أتت للإمام فكرة تأليف كتاب عن سيرته الذاتية وهو فى الطائرة فى طريقه للهند ، ولما أوشكت الطائرة على الوصول إلى الغاية , كان الإمام قد انتهى من تخطيط الكتاب . وقد تعلم الإمام من التجارب الماضية أن طريقة ( ابن سينا ) مع بعض التعديل من خير الطرق .

فالإنسان تختلف استعدادته , وتختلف إمكانياته , ومن المناسب له أن يعمل في مختلف الظروف كيفما تيسر له .

الشيخ/مصطفى عبدالرازق ورأيه أن منطق المسلمين هو أصول الفقه ..

يقول الإمام عبد الحليم محمود عن هذا الرأى : وهذا الرأى إنما هو إلهام من توفيق الله تعالى .

فعندما ترجم المسلمون الفلسفة اليونانية على عهد المأمون , اندفعوا في سبيل تعلمها ونشرها . والفلسفة اليونانية فلسفة وثنية – على حد قول الإمام –  بمعنى أنها لا تنبع عن الوحى , ولم تنبت في الجو الدينى , فلم يتعهدها الوحى بالرعاية والهداية والتوجيه .

ولقد حاول مخترعوها أن يجدوا مقياساً يرجعون إليه لتمييز حقها من باطلها , فاخترع أرسطو المنطق .

وأخفق المنطق الأرسطى إخفاقاً تاماً في بيان الحق من الباطل .

ومع ذلك فقد فتن به قوم , ورغم ما كتبه ابن تيمية في ( نقد المنطق ) , وفى ( نقض المنطق ) , وفى ( الرد على المنطقيين ) , وتوفيق الله له في ذلك , فقد بقى المنطق فتنة للكثيرين .

يقول الإمام : وكان وما يزال يدرس في الأزهر – لا على أنه صورة من صور الضلال الفكرى – وإنما على أنه قاعدة من القواعد العلمية وجاء المرحوم الشيخ/مصطفى عبد الرازق , ونبّه على أن منطق المسلمين إنما هو أصول الفقه , واستفاض في كتاب ( تمهيد لدراسة الفلسفة الإسلامية ) لبيان ذلك الرأى .

كما كتب الشيخ/مصطفى عبد الرازق عن الإمام الشافعى باعتباره أول من صنف في أصول الفقه , ولعل الإمام الشافعى فعل ذلك لتقريب المسافة بين أهل الرأى وأهل الحديث , ويمهد للوحدة بين أطياف المسلمين .

كما أفاض الشيخ/مصطفى عبدالرازق  في كتابه ( التمهيد ) في الرد على النزعة التى تتجه إلى البحث في علم الكلام .

وكانت النتيجة التى انتهى إليها الشيخ/ مصطفى عبدالرازق :

  • منطق المسلمين هو أصول الفقه .

  • المنطق الأرسطى لا فائدة فيه .

  • الاستفاضة في الجدل الكلامى غير محمودة .

هل تعرف الفرق بين العلم والفلسفة والفن والدين ؟

المقصود بـ ( العلم ) في المفهوم الغربى : القواعد التى تقوم على أساس من الملاحظة والتجربة والاستقراء , وما عدا ذلك فليس علماً طبقاً لهذا المفهوم .

فما بنى على الملاحظة والتجربة والاستقراء فهو علم .

وما بنى على العقل البحت فهو فلسفة .

وما بنى على الذوق فهو فن .

وما بنى على الوحى فهو دين .

وبخصوص الفلسفة , فإن كل مدرسة فلسفية تخطئ جميع المدارس التى تخالفها .

وليس في الفلسفة يقين , إن الآراء الفلسفية كلها دون استثناء ظنية , وذلك باعتبار أنها اختراع بشرى في مسائل لا مجال للقياس فيها , لا مجال للفصل فيها .

بل يمكننا أن نقول أن الفلسفة لا رأى لها , فما دام كل رأى فلسفى يعارضه آخر فلسفى , ويعارض الرأيين رأي ثالث , فتكون النتيجة أنه لا رأى للفلسفة .

الإمام يحدثنا عن الغزو الفكرى فى التشريع ..

يقول الإمام :” بتصرف” إن جدول التدريس في كليات الحقوق يخصص عشرين محاضرة في الأسبوع للقوانين الأوروبية , ومحاضرتين فقط للشريعة الإسلامية .

إن هذه الكليات لو أنشئت في فرنسا أو انجلترا لما فعلت أكثر من ذلك .

وهذه الكليات هى السر في تخلفنا في مجال التشريع , وجعلتنا ذنباً للمشرعين الغربيين .

ويرى الإمام في كليات الحقوق أن دراستها كلها غزو فكرى , واستعمار فكرى , وأنها أثر من آثار الاستعمار , زال الاستعمار, ولم تزل هى .

موقف الإمام من فكرة تحديد النسل ..

الإمام ضد فكرة تحديد النسل , وهو يرى أن الصحراء يمكن أن تقهر وتذلل وأن تصبح ثروة ضخمة , لو وجدت الإخلاص لله وللوطن .

وهو يقول مع د. على عبدالواحد وافى عميد علم الاجتماع في مصر : إن مشكلة مصر قلة النسل .

ما هو رأى الإمام فى جورجى زيدان وأمثاله ؟

يحدثنا الإمام عن روايات جورجى زيدان , ويقول أنها لم تكن لإحقاق الحق , وأن هذا الرجل لم يكن مصرياً أصيلاً , بل كان من هؤلاء الذين آوتهم مصر, ورحبت بهم من أمثال أصحاب ( المقتطف ) , وأصحاب ( الهلال ) , ومن أمثال ( شبلى شميل ) , و ( يعقوب صروف) , فلم يرعوا إلا ولا ذمة , ولم يقدروا حرمة ولا كرامة , وإنما غلبهم سوء الطبع وساقهم لؤم النزعة إلى الإساءة إلى الجو الإسلامى , بل وإلى الجو المسيحى , وتمثلت هذه الإساءة في نشر ( الإلحاد والمادية والشك ) وبذلك قدموا أجلّ الخدمات للاستعمار .

نجاة آدم وخسران إبليس ..!!

أخلف الله ظن إبليس, ففى الوقت الذى كان يريد إغواء آدم إغواءً أبدياً .. غفر الله لآدم لما لجأ آدم إلى ربه .. قال تعالى (ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ) , فنجا آدم , وباء إبليس بالحسرة والندامة .

كيف يقربك الصوم من الله ؟

الصوم تنزه عن نقص البشرية الذى يتمثل في شهوات المعدة لتخلص الروح فترة إلى التأمل في كمال الله . إنه محاولة للتخلق بأخلاق الله , لأنه سبحانه الكمال المطلق الذى لا يحتاج إلى شئ . إنه تنزه عن النقص في سبيل التوحيد .

ما هى مآخذى على السيرة الذاتية للإمام ؟

رغم استمتاعنا بالسيرة الذاتية للإمام الأكبر/عبد الحليم محمود ، إلا أنى لاحظت عليها بعض جوانب القصور والنقص .

ومن مآخذى على السيرة الذاتية للإمام أنه لا يستفيض فى بعض المواضع التى تتطلب منه الاستفاضة ، وشرح الصورة كاملة .

فالإمام يذكر من المواقف ما مر عليه وعلى غيره ممن كان يشهد نفس الحادث ولا يعلق الإمام على تلك المواقف , ولا كيف أثرت فيه , وفى شخصيته , وفى رؤيته للحياة , مثل مواقف (سعد زغلول ورجوعه من المنفى , وإضراب الأزهر ) .

فعند حديثه عن عودة سعد لا يذكر إلا أن هذه العودة خرج الناس فيها جميعاً , وكان موقفاً رائعاً !!  وفقط !!

كما لم يذكر الإمام دوافعه من الذهاب إلى فرنسا ، فلقد ذكر أنه حصل على العالمية , وكان والده يحب أن يراه مدرساً للأزهر , ولكنه فوجئ برغبته الملحة في السفر إلى فرنسا , وحاول أن يثنيه عن عزمه , ولكنه فشل , وسافر الإمام إلى فرنسا ، فلم يذكر الإمام أى شىء عن أسباب ذهابه إلى فرنسا ، ومن أوحى إليه بالفكرة ، وكيف اختمرت الفكرة فى رأسه !!

وعندما يحكى الإمام عن اختياره موضوع رسالته للدكتوراه يذكر أنه فكر في موضوع يتصل بفن الجمال , ثم عرضه على المختصين فرفض , ففكر في موضوع  يتصل بمناهج البحث فرفض أيضاً , وكان يرى أن أسباب الرفض مقنعة تماماً له .

انظر .. هكذا بكل اقتضاب , دون أن يعرج الإمام على ذكر أسباب الرفض , وكيف بدت مقنعه له , وعلى أى شئ قرر أن يتناول فن الجمال , أو مناهج البحث .. كل هذا لا يذكره الإمام , مما يجعل سيرته الذاتية تفتقر إلى بعض الإضافات مما يتممها ويستكمل فائدتها المرجوة .

 

وها نحن ننتهى من استعراض هذا الكتاب الجميل الرائع للإمام الأكبر شيخ الأزهر/عبد الحليم محمود رحمه الله تعالى ، ولا يسعنا فى نهاية عرضنا للكتاب إلا أن نقول كما علمنا الإمام : الحمد لله رب العالمين .

Load More Related Articles
Load More By محمد عطيتو
  • ما لم يخبرني به أبي عن الحياة

    نلتقى اليوم حول استعراض كتاب ( ما لم يخبرنى به أبى عن الحياة ) لمؤلفه : كريم الشاذلى  …
Load More In اختر مجالك المعرفي المفضل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إقرأ أيضا

النقود والبنوك

  كيف نشأت النقود الورقية تاريخياً ؟ ورقة نقدية بمليون جنيه .. هل رأيتها من قبل ؟! أك…