نحن فى عصارات الكتب نحاول أن نلخص الكتاب .. نعتصره .. نستخرج أهم ما فيه .. نناقش الكاتب .. نحاوره .. نتفق معه .. ونعترض عليه .. لكن فى الفيتامين نحاول أن نستخرج الجوهرة المكنونة الموجودة فى الكتاب ؛ إذ لكل كتاب جوهرته ، قد ننسى ما قرأناه فى الكتاب لكن أبداً لا ننسى تلك الجوهرة ، والجوهرة إما فكرة جديدة نلتقطها لتحتل مكانها فى عقلنا وضميرنا ، وننطلق فى حياتنا بها أو رؤية تطبيقية لما استفدناه تنقله من عالم الفكر إلى عالم الواقع .. إنه الفيتامين ..
وعى يُشكّل وعلم يُفعّل
الكتاب : ما لم يخبرنى به أبى عن الحياة للأستاذ / كريم الشاذلى
كتابات الأستاذ / كريم الشاذلى فى الميزان
كان كتاب (ما لم يخبرنى به أبى عن الحياة) هو الكتاب الأول الذى قرأته للأستاذ / كريم الشاذلى ، وخرجت من الكتاب وقد استمتعت به وإن كنت فى نفس الوقت غير متحمس لقراءة كتب أخرى للمؤلف .
والسبب فى ذلك أن المؤلف يكاد يقتصر فى كتاباته عما يسمى التنمية البشرية ، وهو موضوع قرأت فيه كثيراً ، واكتفيت منه ولم أشعر بمزيد احتياج إليه ( رغم أنى قرأت ما يقرب من 4 كتب أخرى للمؤلف ) .. ولكنى أود أن أقدم رأياً فيما يخص كتابات الأستاذ / كريم الشاذلى فى النقاط التالية :
-
أسلوب المؤلف جميل وبليغ وممتع .
-
رغم تشبعنا بكتابات التنمية البشرية ، فقد نطرب قليلاً أو كثيراً لأى كتاب أو مقال يتحدث فى موضوع من موضوعاتها ، لأنها جرعة تحفيزية على أى حال وقد تفيدنا قليلاً أو كثيراً كذلك .
-
يتفرد الأستاذ / كريم الشاذلى من بين كتاب مجال التنمية البشرية – غير جمال أسلوبه – بأنه يستشهد كثيراً بآيات قرآنية وأحاديث نبوية وقصص من تراثنا الدينى العظيم ، كما يبدو عليه أنه واسع الثقافة كثير القراءة .
-
رغم إعجابى بأسلوب الكاتب إلا أنى أعتبر أن كتبه قد تخلو من أفكار جديدة أو غير مطروقة ، وهذا ليس تقليلاً من شأن الاستاذ / كريم ، ولكنه شىء ملحوظ ، ويعرفه من قرأ فى كتب الأستاذ .
-
أوصى بقراءة كتب الأستاذ للمبتدئين فقط ، ولمن كانوا مثلى فى يوم من الأيام ينبهرون بموضوعات مجال التنمية البشرية ، أما إذا كنت واسع الثقافة والاطلاع ، وتشعر أنك تشبعت بهذا المجال ، فإنى أخبرك أن كتب الأستاذ / كريم قد لا تكون فيها فائدة كبيرة لك .
-
القرار العملى الذى اتخذته بشأن كتب الأستاذ / كريم التى لم أقرأها هو السعى ( غير الحثيث !!) لقراءتها إذا تيسر الوقت والجهد والمزاج لذلك ، وحتى إن تيسر ففى الأوقات التى نسميها الأوقات الضائعة كأوقات الانتظار مثلاً .
هذا ما وددت أن أقوله ، وهو رأيى الذى قد لايكون صائباً ، ولا ينفى تقديرى للأستاذ / كريم ، وأقدم فى النهاية كل الشكر للأستاذ / كريم الشاذلى على مجهوداته الطيبة ، وإسهاماته المشكورة فى نشر العلم والفكر .