هل ؟!!
هل بحثت من قبل عما أنت مؤهل له ؟
هل عرفت رسالتك فى الحياة ؟
هل حددت المجال الذى تخدم البشرية من خلاله ؟
هل تفحصت فى نفسك جيداً لتعرف قدراتك وإمكانياتك, ومن ثم لتوظفها فيما تحب , وفيما ينفع الناس وفيما يملأ عليك حياتك , وفيما يرضى ربك ؟
أما أنا، فقد فعلت .. وهاهى قصتى ..!!
غير طريقك، فإياك أن تسلك !!
أعتقد أن كل إنسان زوده الله سبحانه وتعالى بمواهب معينة, وقدرات معينة تؤهله لسلوك طريق معين فى الحياة دون سواه .. وما عليك إلا أن تعثر على هذا الطريق ..
وليس معنى هذا أنك بمجرد أن تتعرف على هذه القدرات النوعية وتستعملها ستصبح بطلاً قومياً، وشخصاً معروفاً، ونجماً لامعاً تظهر بصورة يومية على شاشات التلفاز؛ تنتقل من قناة إلى أخرى, وتدلى بأحاديثك فى برنامج بعد برنامج، وستصبح أحمد زويل إن كانت الكيمياء غرامك, أو عباس العقاد إن كان الأدب ميدانك, أو الجبرتى إن كان التاريخ هواك، أو أحمد شوقى إن كان الشعر غاية مناك، أو مجدى يعقوب إن كان نبوغك فى فتح القلوب ..!!
بل قد تعيش وتموت ولا يعرفك إلا القليل !!، ولكن يكفيك أنك ربما لا تمرعليك لحظة إلا وتشعر فيها بسعادة وبهجة وقيمة وخدمة ومنفعة تسديها للناس جميعا ..
طريقى ..
وبالنسبة لى, فقد كانت إرهاصات معرفة هذا الطريق مبكرة فى حياتى ..
فأنا أعتقد أن هذه القدرات التى زودنى الله بها تؤهلنى لوظيفة مؤداها :
” أن أستخدم عقلى, وأستثمر فكرى فى تيسير طريق العلم والمعرفة للناس, ولجعلهم يقبلون على القراءة وكأنها مشروبك المفضل بعد أن كانت العدو اللدود, والعقبة الكؤود “
ولكن لم يكن الطريق واضحاً أمامى فى البداية، فكانت هذه المراحل فى حياتى ..!
المرحلة ( الأولى ) : ولع مبكر ..
فمنذ صغرى, كان يتملكنى هوس عجيب بأى كتاب، وكنت وقتها لا أعرف من الكتب إلا الكتب المدرسية .. فأنكب عليها درساً وتحصيلاً ..
أتذكر مرة فى الصف الأول الإعدادى .. كان مقرراً علينا ضمن مادة اللغه العربية قصة “عنترة” .. ولما اقترب الامتحان كان من المفترض أن أقوم بالمراجعة فى أيام ما قبل الامتحان .. هل تدرى كيف راجعت قصة “عنترة” ؟
قمت بتسميعها غيباً لأخى محمود فصلاً وراء فصل من الغلاف للغلاف !!
بل لقد حدث فى يوم من أيام نفس العام الدراسى أن قمت للإجابة على سؤال يتعلق بدرس من دروس اللغة العربية فى الفصل, وكانت المعلمة قد طرحت السؤال, ورفعت يدى للحصول على إذن بالإجابة .. وما إن شرعت فى الإجابة على السؤال المطروح حتى أحست المعلمة أنى فى طريقى ليس للإجابة على السؤال, ولكن لشرح الدرس بأكمله, فما كان منها إلا أن استوقفتنى, ودعتنى لكى أنتقل وأقف أمام زملائى, وأقوم بشرح الدرس, وكأنى معلم صغير .. وقد فعلت .
ولع عجيب نشأ مبكراً، ولكن لم تكن الكتب المدرسية هى غاية المعرفة لطالبها .. فكان أن سعيت للاطلاع على كتب ثقافية أخرى وخصوصا فى الإجازات الصيفية ..
المرحلة ( الثانية ) : بداية الرحلة ..
كان عندنا مكتبة ملحقة بـ ( الهيئة العامة للاستعلامات ) قريباً من مسكنى أذهب إليها كثيرا, وأنهل من كتبها التى يعجبنى الاطلاع على بعضها، ويستعصى علىَّ فهم بعضها الآخر .. وأتذكر فى هذا الزمن البعيد أن قرأت كتابا جميلا اسمه ( ليالى السمر ) أعجبت بموضوعاته الجذابة وفقراته المتنوعة, التى أذكر منها على سبيل المثال أن رجلا دعا لرجل ( وكأنه يدعو عليه ) فقال :
أذاقك الله البردين
انظركيف يدعو بأن يذيقه الله ( البردين )، كيف والإنسان لا يتحمل برداً واحداً, فهل يطيق بردين ؟ .. ولكن ستعرف أن البردين هما ( برد العافية , وبرد الغنى )
كانت المكتبة الخاصة بـ ( الهيئة ) لا تتيح الاستعارة .. ولكن الموظفة المسؤلة لعلمها بحبى للكتب وشغفى بالقراءة فقد كانت تسمح لى باستعارة الكتب التى أريد .
المرحلة ( الثالثة ) : خصومة مشتعلة ..
قضيت بعضاً من الإجازات الصيفية فى المرحلة الإعدادية فى مكتبة الهيئة قراءة واطلاعاً، واستمر تفوقى فى المدرسة حتى بداية المرحلة الثانوية ..
نشبت خصومة عنيفة بينى وبين المناهج الدراسية ابتدأت منذ الصف الأول الثانوى, وتأكدت واحتدمت فى الصف الثانى والثالث .. ولذلك تجدنى لم أحصل على درجات عليا فى الثانوية العامة .. بل إن ثأراً عنيفاً ثار بينى وبين مادة الفيزياء فى الصف الثالث الثانوى ربما أحكى لكم عنه فى فرصة أخرى إن شاء الله ..
انتهت الثانوية العامة بحلوها ومرها .. وأحسست أن هماً ثقيلاً انزاح من على صدرى وكتفى .. كانت فرحة انتهائى من الثانوية العامة طاغية على اهتمامى بالمجموع الذى سوف أحصل عليه , والذى بناءً عليه ستتحدد الكلية التى سوف ألتحق بها إن شاء الله ..
بدأت أتأهب للحياة الجامعية، وبدأت أستعد لخوض محطة جديدة فى قطار الحياة .. ولكن هل يمكن أن تمر الإجازة الصيفية التى ابتدأت بانتهاء الامتحانات بدون أن يكون لى فصل جديد مع عالم الكتب والقراءة .. ؟
المرحلة ( الرابعة ) : مكتبة أخبار اليوم ..
أنهيت الامتحانات , وأتت الإجازات .. ووجدت نفسى – مدفوعاً بولعى وشغفى – أذهب لمكتبة ( دار أخبار اليوم ) فى بلدتى .. ورحت أتأمل الكتب الموجودة الكثيرة التى يصدرها قطاع الثقافة بـ ( دار أخبار اليوم ) وبعد تحديقى فى كتاب هنا وآخر هناك مددت يدى لأتناول كتاب ( رحلتى من الشك إلى الإيمان ) للدكتور مصطفى محمود .
اشتريت الكتاب ورجعت به للبيت وكأنى رجعت بكنز ثمين .. لم أقرأ الكتاب من الغلاف إلى الغلاف .. بل كنت أقرأ صفحة هنا, وصفحتين هناك, وعدة صفحات بعد ذلك .. ثم أذهب لأول الكتاب ثم أرجع إلى آخره, وأعود لمنتصفه .. وهكذا
استمتعت بهذا الكنز الثمين، وعزمت على تكرار الكرة مرة أخرى؛ فذهبت واشتريت كتاباً ثانياً, وثالثاً, ورابعاً, وخامساً, وعاشراً..
صرت أقرأ فى شتى المجالات, بل ربما لا يوجد مجال إلا وقرأت فيه .. حتى إنى يمكن أن أقول لقد قرأت للعشرات من الكتاب من شتى الأطياف والاتجاهات والمجالات .
تدخلنى القراءة فى حالة نفسية فريدة .. إذا كنت غاضباً تركنى الغضب, وإذا كنت حزيناً, حزن منى الحزن, وإذا كنت متضايقاً, تضايق منى الضيق, وإذا كنت فارغاً, تزاحمت علىَ ألوان الفرح والبهجة والسعادة والسرور, وذهبت أسرح مع أفضل العقول, وأجود الأفكار, وأحلى الكتب .
اكتشفت مبكراً هذه الحالة النفسية الفريدة حتى أنى أحببت أن أسجل هذا الشعور مرة، فكتبت على ورقة كلمتين .. هما : العلاج بالقراءة, وقمت بتعليقها على الحائط .. لكى ألفت نظرى دائماً إلى هذا المعنى الفريد, وأذهب لألوذ به من كل هجمات الغضب, أو الضيق والحزن, أو الفراغ والبطالة .
ذهبت ذات مرة إلى قسم الشرطة لأستخراج صحيفة الحالة الجنائية ( الفيش )، ونظرت فوجدت أن وقتاً طويلاً سيمضى قبل أن يأتى دورى فى الطابور .. وكان الجو حاراً فما كان منى إلا أن استخرجت كتابا من حقيبتى, وبدأت أغيب فى ملكوت خاص بى ذاهلاً عمن أمامى, وعمن خلفى .. ولا أدرى لماذا أحسست أن جمال ما أقرأ انطبع على الجو, فما عدت أشعر بحر ولا برد, بل ماعدت أشعر إلا بأن الجو صار هادئاً مكيَفاً معتدلاً .. بينما أسرح أنا فى ملكوتى ..
كنت فى البداية أقرأ الكتاب بغير ترتيب, وبقيت على هذا المنوال ردحاً من الزمن .. شعرت خلاله أنى لم أستمتع بالكتاب كما ينبغى، فماذا حدث حينها ؟
المرحلة ( الخامسة ) : الحفاظ على الكنز ..
اكتشفت بعدها أن الأفضل والأجدى أن أقرأ مقدمة الكتاب, والفهرس, لأتعرف على موضوع الكتاب وأسلوب الكاتب فى تناوله .. وهكذا تتكون لدىَّ فكرة عن مضمون الكتاب ثم ألج إلى الكتاب أطالعه فصلاً فصلاً حتى آتى على آخره .. ووجدتها طريقة أفضل .. وبقيت على هذا المنوال ردحاً آخر من الزمن .
ويبدو أن هذا التعديل والترتيب والتنظيم فى مطالعة الكتب تواكب مع تعديل آخر فى الخصومة القديمة ( هل تتذكرونها ؟!! )، فبعد أن التحقت بكلية التجارة شعبة اللغة الإنجليزية .. وكانت لا تزال الخصومة مشتعلة بينى وبين المقررات الدراسية حتى أتذكر أن كان هناك مواد لم أحضر فيها إلا محاضرتين أو ثلاثة فقط .. هدأت الخصومة قليلاً وحاولت فى السنة الثالثة أن آخذ بعضاً من ثأرى, وتوصلت إلى هدنة مؤقتة وأثبت أنه رغم عدم حبى لطريقة التعليم، بل وكرهى الشديد لها إلا أنى قادر – بإذن الله – أن أتفوق متى أردت, واجتهدت فعلاً وحصلت على الترتيب الثالث على دفعتى بتقديرات تناصفت بين الامتياز , وجيد جدا ..
وكان قد حدث أثناء مرحلة الكلية فى عام 2007 بالتحديد مفاجأة سارة , وحدث جميل لا زلت أعايشه حتى اليوم ساعد فى رى ظمأى, وسرور نفسى .. !!
حيث تم افتتاح ( مكتبة مصر العامة ) قريباً من مسكنى ..
أتذكر أنى – قبل افتتاحها – كنت أذهب وأسأل : هل تم افتتاح المكتبة, وصارت متاحة للجمهور أم ليس بعد ؟
كنت أعرف أن الافتتاح لم يتم , ولكنى كنت أذهب، وأسأل موظفى الأمن، وأنظر إلى الكتب المتراصة على الأرفف .. وأنا متلهف على وصالها وعناقها !!
تم افتتاح المكتبة , وقمت بعمل اشتراك فيها وصرت ضيفاً ثابتاً فيها , بل لم أعد ضيفاً , ولكن أصبحت بمثابة موظف من الموظفين .. أزورها كثيراً , وأجلس فيها كثيراً، وأستعير منها الكتاب بعد الكتاب .
كتب كثيرة قرأتها , وكتّاب كثيرون تعرفت عليهم , كنت أنتعش بشم رائحة الكتب , وتنسم عبيرها الفواح .. ما من قاعة من قاعات المكتبة إلا دخلتها , وما من مكان إلا تجولت فيه وعرفته .. أخدت أقرأ وأقرأ .. أتنزه بين الكتب والكتّاب هنا وهناك، وأنتقل من هذا المجال المعرفى إلى ذاك ..
ظللت على مطالعة الكتب بالطريقة المنظمة ولكن ما لبثت أن اكتشفت أنى بعد فترة من الزمن وكأنى ما قرأت بالكتاب , وربما إذا ذهبت إليه مرة أخرى أقف على معلومة هنا أو هناك وأستغرب كيف نسيتها طوال الفترة الماضية وكيف تسربت من عقلى .. أهربت منى فى النوم أم فى اليقظة ؟! فى النور أم فى الظلام ؟! .. أم أنها أصابتها الغيرة عندما وجدتنى ذهبت إلى حبيب آخر .. آااه .. أقصد كتاب آخر !!
ثم استنتجت أن أفضل سبيل للاحتفاظ بما خرجت به من الكتاب أن أدون ما استخلصته من معلومات مهمة فى ورقة خارجية أذهب إليها متى أشاء ..
المرحلة ( السادسة ) : الكنز يخرج ..!!
اهتديت إلى هذه الطريقة الأفضل فى القراءة، وصرت لا أقرأ كتاباً إلا وألخصه مستخلصاً أهم ما جاء فيه، وربما أعترض على الكاتب فى جزئية، وأفصّل ما أجمله فى جزئية أخرى، وأوضح ما قد يكون غامضاً فى جزئية ثالثة، وأتحاشى ما من شأنه أن يكون معروفاً من كلامه ..
صرت أقرأ وألخص .. حتى تجمع بين يدى العشرات من الملخصات الرائعة للعديد من الكتب القيمة ..
تكاثرت عندى الملخصات .. حتى قمت فى عام 2013 بإنشاء مدونة ( قرأت لك ) من خلال مدونات Blogger التى تعرض الكتب ملخصة لمن لم يستطع الاطلاع على الكتاب كاملاً ..
وكنت فى البداية أفعل كل شئ بنفسى .. أقرأ الكتاب , وأقوم بتلخيصه وتدوين أهم ماجاء فيه , وأكتب التلخيص على برنامج Microsoft Word، وأقوم بتنسيقه واستجلاب الصور التى قد يكون من المفيد الإتيان بها من أجل التوضيح .. ثم أقوم بنشر التلخيص على المدونة ..
كان عملاً مرهقاً ويستغرق الكثير من الوقت والجهد، ولم تكن المدونة تبدو بمظهر يغرى بتصفحها والاستفادة من الكنوز الموجودة فيها ..
لذلك لم يكن غريباً .. أن المدونة لم تكن تجتذب الكثير من الزوار , ولم تحدث من التفاعل ما يتناسب مع ما أبذله فيها ..
ولكن حدث ذات مرة شئ عجيب كتبت عنه هذه الكلمات ..
قرأت لك تجنى ثمرتها الثانية
كان لى موعد مع فرحة طاغية أحسست بها عندما دخلت على لوحة التحكم الخاصة بمدونتى الواعدة ” قرأت لك “، فإذا بى أجد أن كتاباً معيناً من الكتب التى لخصتها ونشرتها قد حظى بزيارات كثيرة فى فترة قصيرة .
” تعالوا نحسبها بالعقل ” كان هو الكتاب الذى استمتعت بقراءته، وسعدت بنشره، واستفدت منه كثيراً .
ودعانى عدد الزيارات الكبير إلى البحث عن شىء طالما أبحث عنه فى مثل هذه الظروف المماثلة، وهو الدخول على رابط الكتاب، والنظر إلى كم التعليقات التى عليه – والتى دائماً ما يبخل بها القراء – لعلى أجد ما يدفعنى إلى إكمال رسالتى، والمضىّ فى طريقى الذى اخترته بإرادتى .
وواصلت إنزال ( شرط الإزاحة ) لأسفل الصفحة، فدهشت وحزنت للفقر الملحوظ فى عدد التعليقات الذى ينبىء بضعف فى التواصل، وقحط مدقع فى الشعور ؛ حيث لم أجد إلا تعليقاً واحداً فقط هو ثمرة تلك الزيارات الكثيرة .
ولكن ما لبث منحنى الحزن النازل للحضيض أن صعد فجأة وبقوة إلى أعلى فى فرحة بالغة لم أتخيلها ولم أتوقعها، إذ وجدت أن صاحب هذا التعليق اليتيم هو – ولا تندهش عزيزى القارىء – هو مؤلف الكتاب ذاته : الأستاذ / إيهاب عبد السلام .
أى فرحة بل أى سعادة لا توصف … تلك التى سرت فى أعماقى عندما قرأت تلك الكلمات الرقيقة البليغة .
لم أتخيل أبداً أن يشكرنى ذات يوم : ذلك المؤلف الرائع الذى سعدت بكتابه وها أنذا أسعد بشخصه الكريم .
شكراً لك صديقى الأستاذ / إيهاب عبد السلام – وأنا لم أرك ولم أكلمك بعد، ولكنه سيحدث قريباً إن شاء الله – أن رددت إلى ثقتى بنفسى وبمدونتى التى لا أدرى لماذا أراها كطفل تأخر نطقه، وتأخر تعلمه للمشى، واندماجه فى محيطه العائلى ؟!، ولماذا أرقبه فأراه مصاباً بأعراض مرض التوحد، الذى يعيش المرء فيه مع ذاته لا يبرحها ؟!
هكذا أنظر إلى مدونتى، وهى تواجه عقوق قرائها، وبخلهم عليها بما يدفع صاحبها لمواصلة طريقه ورسالته .
كلماتكم المشجعة – أيها القراء – لا تكلفكم كثيراً، ومع ذلك تبخلون بها علىّ .
ورغم ذلك، ستواصل ” قرأت لك ” رسالتها ومشوارها الطويل، وستفاجىء قرائها بالجديد مع كتبها الملخصة الموجزة وقد دانت قطوفها، وستفلح – عاجلاً أو آجلاً – فى انتزاع إعجاب قرائها وتعليقاتهم الكريمة .
شكراً لكم …
كان تعليق الأستاذ / إيهاب عبدالسلام رغم أنه موجز ومقتضب غير أنه أثار عندى فرحة كبيرة كنت أنتظرها طويلاً ..
وخفت أثرالفرحة بمرور الوقت , ولم يتجدد مرة أخرى ..
المرحلة ( السابعة ) :
أخذتنى دوامة الحياة , وأهملت مدونتى , ولكنى عزمت على معاودة الكرة بعد حين .. ورغم إهمالى للمدونة , فإن هذا الإهمال لم ينعكس على القراءة أو الكتب , كيف ؟ , وهى الهواء الذى أتنفسه كل دقيقة , بل كل لحظة .. !!
فيما بعد، تشكلت فكرة فى رأسى أنه لابد من إنشاء موقع إلكترونى كامل لعرض هذه الملخصات , يكون هذا الموقع النواة الأولى لمجهودات أخرى تلحقه تصب جميعها فى تحقيق هذا الهدف :
” .. تيسير طريق العلم والمعرفة للناس , وجعلهم يقبلون على القراءة وكأنها مشروبك المفضل بعد أن كانت العدو اللدود , والعقبة الكؤود “
ستتفتح مداركك مع القراءة , وستتوسع آفاقك مع القراءة , وسوف تهدى القراءة إليك هدية بين الحين والحين : سعادة نفس , وانشراح صدر, وكشف غامض , ووقاية من مرض , ونفع عاجل وآجل , و قرب من الله , واقتراب من الناس , وتقدم مهنى , ومعرفة بالتاريخ , وإعداد للمستقبل .. إلخ
وأجلس فى غرفتى التى تحتوى على مكتبتى , وبين يدى المئات من هذا الورق الخارجى الذى يحتوى على كل غال وثمين .. عشرات الملخصات من الكتب التى قرأتها , وأقرأها , ويبدو أنى سأقضى عمرى كله فى قراءتها .. ولم لا ؟! , وأنا أقرأ فى الصباح والمساء , وفى السفر والإقامة، وفى الذهاب والإياب , وفى كل وقت وحين .
أنظر فأدهش لهذا العدد الكبير من الكتاب الذين قرأت لهم من شتى الاتجاهات والأطياف الفكرية ، ملخصات كثيرة , وعصارات متنوعة عديدة , أحببت أن أشاركها معكم لتحقيق هدفين اثنين :
-
هدف يخصك أنت : حيث لا نجاح لأى أحد إلا بالقراءة والاطلاع , وزيادة الوعى .. وإذا أردت أن تحقق نجاحاً ملموساً فى حياتك , فلا بد لك من القراءة , ولا غنى لك عن الاطلاع .
-
هدف يخص وطننا وأمتنا : حيث لا تقدم إلا بالقراءة، ولا رفعة إلا بالكتاب، ولا يمكن لنا أن نحتل مكاننا اللائق بين الأمم إلا بالعلم والذى تعد القراءة وسيلته العظمى ومطيته الكبرى .
متى يأتى ذلك اليوم الذى تعود فيه أمة اقرأ للقراءة، والذى أرى فيه كل الناس يعمرون أوقاتهم بالقراءة , بدلاً من ضياع أوقاتهم سدى .. هو آت إن شاء الله بنا جميعاً مع .. تعانشب كتاب